التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ
١٠
-البروج

تيسير التفسير

{ إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } ضروهم على الايمان وقهروهم على الكفر وهذا على عمومه ويشمل أصحاب الأخدود بالأَولى وهذا أولى من أن يراد أصحاب الأخدود وقيل المراد كفار قريش الذين عذبوا من آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجحه بعض بقوله تعالى:
{ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا } لأَن أصحاب الأخدود مضوا لا تمكن توبتهم وهو ظاهر فى قوم تمكن توبتهم وقد يجاب بأَن أصحاب الأخدود فى زمانهم يستحقون أن يقال فيهم إن لم تتوبوا فلكم عذاب جهنم.. الخ قيل وأيضاً لو أريد كفار قريش لقيل ولم يتوبوا بالواو ولا بثم وهو فيهم لأَن الخصم يقول أنها فيمن لم يؤمن منهم والمراد ثم لم يتوبوا من كفرهم عموماً وفتنتهم خصوصاً لأَنه لو كان المراد من فتنتهم لاستحقوا أن لا يعذبوا إن لم يفتنوا ولو كانوا مشركين وقد يقال المراد أنهم إن لم يفتنوا عذبوا عذاباً واحداً وإن ماتوا وهم فاتنون عذبوا عذاباً آخر ايضاً، { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } بالنار والزمهرير والفاء فى خبر إن لشبه اسمها باسم الشرط فى العموم فهى ترجح أنه ليس المراد خصوص كفار الأَخدود { وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } عذاب النار فقط وهو عطف خاص على عام أخر الحريق للفاصلة، ويجوز أن يكون المراد لهم عذاب جهنم لكفرهم وعذاب آخر منها لفتنتهم أو عذاب جهنم لفتنتهم وعذاب آخر لعدم توبتهم وقيل عذاب واحد وصف بأَنه فى موضع بعيد كما يقال للبئر البعيدة القعر جهنم وبأنه عذاب وهو الحريق والاضافة بيانية وقيل على ما مر عذابان عذاب جهنم فى الآخرة وعذاب نار الأخدود انقلبت إليهم والمؤمنون بريح من الله عز وجل وهو بعيد كما مر ولو قيل أحرقت النار المؤمنين كما هو ظاهر الآية والإخبار اونقلبت إلى الكفار فأَحرقتهم أيضاً لكان قريباً لكن لا سبيل إلى القول بلا حجة.