التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ
١١
-الطارق

تيسير التفسير

المطر سمى بالمصدر وأصله مصدر رجع المتعدى وقد يكون للازم على غير قياس سمى بالرجع لأَن الله تعالى يرجعه حيناً فحيناً أو لأَنه يرجع بالرزق كل عام أو تفاؤلاً بالعود أو لأَن السحاب يحمله من بحار الأَرض ثم يرجعه إلى الأرض وهو صحيح لكن ليس كل مطر كذلك والذى يرجعه منها الله تعالى وإسناد الرجع إلى السماءِ فى الآية مجاز لكن يجوز أن يقال ذات رجع الله تعالى كما مر فى دافق أنه بمعنى ذى دفق الإنسان والمراد بالسماءِ السماءِ الدنيا لما كان من جهتها نسب إليها الرجع وعن ابن عباس السماءِ السحاب والرجع المطر وقيل السماء سماءُ الدنيا والرجع رجوع الشمس والقمر والكواكب من حال إلى حال ومن منزلة إلى منزلة وقيل رجوعها نفسها فى كل دورة إلى الموضع الذى تتحرك منه على أن السماءِ والفلك واحد وأنها تتحرك فيكون مرتفها منخفضاً ومنخفضها مرتفعاً وعلى القولين الرجع من رجع اللازم أو يراد ذات رجع الله تعالى والحق أن السماءِ لا تتحرك وأنها غير الفلك وقيل الرجع الملائكة لأَنهم يرجعون بأعمال العباد إلى السماءِ ترجعهم السماء مجازاً أو يرجعهم الله أو يرجعون أنفسهم أو ذات رجوعهم.