التفاسير

< >
عرض

ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ
٣
-الطارق

تيسير التفسير

أى هو النجم الذى ينفذ ضوؤه الظلمة والأَفلاك وقال الفراء المرتفع يقال ثقب الطائر أى ارتفع ولعله لأَنه نفذ الهواء، فعن الحسن المراد النجوم لأَنها كلها مضيئة ومرتفعة، وعن ابن عباس الجدى وقيل الثريا لشهرتها عند العرب باسم النجم، وقيل زحل وهو أبعد السيارات لأَنه فى السابعة ويثقب الأَفلاك كلها فهو الثاقب الكامل والجدى والثريا أبعد منه وليسا من السيارات بل من الثوابت وهن فى الفلك الثامن وقال الفراءِ القمر لأَنه أكمل ضوء فى الليل ولأَنه آية الليل ويرده أنه لا يعرف ذكره على حدة باسم النجم ولو كان قد يدخل فى عموم النجوم وقيل المعروف بكوكب الصبح ويجوز عند بعض أن يراد بها الشهب وخرقها الظلمة أظهر لأنه يرى مستطيلاً انحط نجم وأنار كثيراً فقال أبو طالب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتحفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلبن وخبز ما هذا؟ فقال: "آية من آيات الله" ، فعجب أبو طالب فنزل والسماءِ والطارق ولا يلزم من هذا أن يكون الطارق هو الشهب لجواز أن يراد به فى الآية مطلق ما يطرق ليلاً من المضيئات وقولك نجم بمعنى ظهر كثير مستعمل وقد زعم أبو عطية وهو من علماءِ أندلس أن الطارق ما يطرق من الأُمور والأَجسام فيعم النجم الثاقب وزاد أن ال للكمال فى ما الطارق أى ما الطارق الكامل وهو قول لا يقبله القلب الثاقب.