التفاسير

< >
عرض

سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ
١
-الأعلى

تيسير التفسير

نزه أسماءِ ربك الأَعلى الاضافة للاستغراق نزه أسماءَه كلها التى اختص بها عن أن تسمى لها غيره كلفظ الجلالة ولفظ الرحمن وان تذكرها حين الاستنجاءِ بالحجارة أو بالماءِ أو فى الخلاءِ أو عند كشف العورة وإن تفسرها لا يجوز كتفسير الرحمن بما يتضمن رقة القلب وكثرة الحلف بها ولا يجوز أن تكتب فى شىءٍ نجس أو بشىءٍ نجس وإن تذكرها وقلبك غير حاضر قيل ولا يجوز أن تكتب بريق وكما ينزه الله تعالى ينزه أسماءه ولما نزل فسبح باسم ربِّكَ العظيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اجعلوها في سجودكم" رواه أبو داود عن عقبة بن عامر وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ قوله تعالى سبح اسمَ ربك الأَعلى قال سبحان ربى الأَعلى، وكان على بن أبى طالب إذا قرأه فى الصلاة قال: سبحان ربى الأعلى فقيل أتزيد فى الصلاة، قال: أمرت بشىءٍ ففعلته ولعل ذلك فى صلاة النفل لكن فى الفروع جواز زيادة الذكر فى النفل ومنعه قولان والثالث جوازه فى النفل والفرض وذلك على حد ما فعله - صلى الله عليه وسلم - والإمام على وفى الحديث المذكور وكلام على الأمر بأَداء ما أمر بقوله مثل أن تقول يوماً فى غير الصلاة هو الله أحد...الخ، وأعوذ برب الفلق...ألخ، وأعوذ برب الناس... الخ ونحو ذلك بما يتجه أن نقوله لا ما لا يتجه أن نقوله مثل أوحى إلى أن ستمع.. الخ وأمرنا أن ننزه أسماءَ الله تعالى لكن لا نقول سبحان اسم ربى الأَعلى ولا نقول سبحان اسم الله وما أشبه ذلك وإذا كان الإمام يطيل القيام قبل الإحرام فللمأموم إذا وجه أن يكرر سبحان الله أو سبحان ربى الأعلى أو الله أكبر فإذا كبر الإمام للإحرام كبر عقبه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب هذه السورة ويسميها أفضل المسبحات وعن عائشة رضى الله عنها كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فى الوتر فى الركعة الأُولى سبح وفى الثانية قل يا أيها الكافرون وفى الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين وعن النعمان بن بشير كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فى العيدين ويوم الجمعة سبح اسم ربك الأَعلى وهل أتاك حديث الغاشية وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعاً وعن عبد الله بن الحارث آخر صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب فقرأ فى الركعة الأُولى سبح اسم ربك الأعلى وفى الثانية قل يا أيها الكافرون، والأعلى صفة لربك ولا دليل على أنه نعت لاسم ولو جاز فى الحكم وعلى كل حال المراد علو الشأْن إذا كان نعتاً لله تعالى فالمراد ذلك والقدرة والغلبة وعن ابن عباس صلى باسم ربك ومما يناسب الآية ما ذكره فى السؤالات من أنه إذا أردت ذكر الصواب وغير ما هو الصواب فاذكر ما هو صواب من نفى أو إثبات ثم اذكر غيره بنسبته إلى قائله بتعيين أو بغير تعيين مثل أن تقول لا تصح الرؤية عندنا وأثبتها الأَشعرية والقرآن مخلوق عندنا وقال الأَشعرى بقدمه وصفاته تعالى هو وقال الأَشعرى غيره ولا يقتصر على ذكر ما للأَشعرى وتنسبه إليه لأَن ذلك لا يكفى لأَنه لا حصر فى ذلك وذكر الاسم ذكر للقب ولا مفهوم للقب على الصحيح المشهور إذا قلت جاءَ زيد لم يفد أن غيره لم يجىءِ وإذا قيل لا يجالس ورع فى البلد فسالبة تصدق بنفى الموضوع بأَنه لا ورع فيه فضلاً عن أن يجالس.