التفاسير

< >
عرض

إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ
١٤
-الفجر

تيسير التفسير

صب عليهم العذاب لأنه راصدهم ولغيرهم من الكفار فلا يخفى عنه عملهم فلا يفوته عقابهم فليخف قومك أن يصب عليهم عذاباً لا يطاق فهذا وعيد لهم ومن هو رب لك لا يضيعك بلا انتقام منهم ووعيد للكفرة مطلقاً أو لهم وللفاسق أو وعيد لهم ووعيد للمطيعين وليس كون ذلك شاملاً للوعد لهم مخرجاً لهم عن التهديد والمرصاد الموضع الذى يقوم به الراصد أى المراقب وذلك استعارة تمثيلية وأجاز ابن عطية أن يكون المرصاد صفة مبالغة كالمضراب لكثير الضرب، ويرده أنه ليس المرصاد من أسماء الله سبحانه وتعالى وأنه لو كان صفة مبالغة لسقطت الباء ولا يصح أن تكون تجريدية إذ لا يقبل فى الشرع أن يقال بالغ الله فى شىءٍ حتى تولد منه مثله وهذا صفة إشراك جل الله وعز الله وأيضا ليس ذلك مما تدخل فيه باءَ التجريد، وأرى بعض المشارقة البغداديين إذا رأوا لأبى حبان حسنة دفنها أو بغى لها جواباً أو رأى سيئة أشاعها ومتى شاءَ اغتنم منه الفائدة.