التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ
١٥
-الفجر

تيسير التفسير

{ فَأَمَّا الإِنسَانُ } قيل لا يطلب الله تعالى إلاَّ السعى للآخرة ولذلك كان الرصد فأَما الإنسان ولو لم يكن كذلك لقال وأما الإنسان بالواو لا الفاء فليس تفريعاً على هذا الحذوف المقدر بل على كونه تعالى بالمرصاد فإنه يتفرع على كونه بالمرصاد بيان أن الإنسان الكافر أوالفاسق ليس على استقامة فى أمره يبتهج بما يرضينه ويطغى به ويجزع بغيره والله عز وجل رقيب عليه يعاقبه على عدم الشكر وعلى الجزع.
{ إذَا مَا } صلة للتأكيد { ابْتَلاَهُ رَبُّهُ } أنعم عليه ليظهر منه خارجاً الشكر أو الكفر كالمختبر به والله عالم الغيب والشهادة { فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ } بيان للابتلاءِ والإِكرام أعم من التتنعيم لأَنه بالمال والجاه وصحة البدن وجعله وضيئاً مبتهجاً أو إعطاءِ نعم الرزق ولعمومه إقتصر عليه فى قوله عز وجل { فَيَقُولُ } فخراً لا شكراً أو يقول اعترافاً بفضل الله فيكون الذم فى قوله جزعا ربى أهاننى { رَبِّي أكْرَمَنِ } وليوافق القرينة فى وزن أفعل فإن أهان بوزن أكرم وهو أفعل أصله أهون نقلت فتحة الواو إلى الهاءِ وقلبت ألفاً أو يقدر فيقول ربى أكرمنى ونعمنى والجملة جواب أما وأما إذا فمتعلقة بيقول وهى والإنسان من جملة جواب أما قدما لئلا تتصل أما بالفاءِ كقولك أما اليوم فزيد قائم واليوم متعلق بقائم ولو قيل أما فزيد قائم اليوم لاتصلت أما بفاءِ جوابها ولا سيما أنهم يتوسعون فى الظروف ولم يتقدم هنا زيادة على المبتدأ إلاَّ الظرف وشرطه وما عطف على شرطه وذلك كله كشىءٍ واحد وليس كقولك أما زيد طعامك فأكل لما علمت أن ما فى الآية ظرف وإنكار الرضى ما ذكرت غير مرضى، وقيل تبعاً له التقدير فأَما شأن الإنسان إذا ما ابتلاه حتى لا تكون إذاً من متعلقات الجواب وهو قول لا يعتبر له شأن لأن شأناً لا يتعلق به الظرف إلاَّ بتأويل وأيضا يخبر حينئذ عن الشأن بيقول والشأن لا يقول وإن قيل الشأن القول فقد تكلف بحذف حرف المصدر قبل يقول ويرفع الفعل بعد حذفه أو بجعل المضارع بمعنى المصدر بلا تقدير حرف المصدر.