التفاسير

< >
عرض

وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً
١٩
-الفجر

تيسير التفسير

{ وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ } أصله الوارث بالواو قلبت تاء كالتخمة من الوخم والتهمة من الوهم والمقصود المال الموروث لا المعنى المصدرى { أكْلاً لَّمَّاً } أى جمعاً أى ذا لم أو لاماً أو هو نفس الجمع مبالغة يجمعون الحلال والحرام يأكل نصيب من ورث معهم كامرأة وضعيف ومجنون وغائب وطفل، أو يأكلون الكل ولا نصيب لهم فيه، وكانوا لا يورثون النساءِ والأَطفال من لا يقاتل، والسورة ولو كانت مكية قبل نزول الميراث لكن قد علموا من شرع اسماعيل جدهم عليه السلام بعض المواريث وأما لتحسين والتقبيح بالعقل فهو مذهب المعتزلة، وقيل تأكلون ما جمع الميت من الحرام قلت لعل الآية تجمع، وأخطأَ من رخص فى أخذ الإرث ولو من حرام إذا كان دنانير أو دراهم أو عروضاً، وأما تفسير الآية بالزجر عن التوسعة فى الحلال بالتلذذ والإسراف فلا يناسب ما قبل لأن ما قبل فى الزجر للمشركين عن المحرمات بالذات لا فى الوعظ بهذا إلاَّ أنه لا مانع من وعظهم ولا سيما أن تلذذهم وإسرافهم مبنى على إنكار البعث، والمراد بالأَكل فى الموضعين الانتفاع إطلاقاً للمقيد على المطلق.