التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ
٤
-الفجر

تيسير التفسير

بحذف الياءِ فى الخط والوقف وقراءَتها وصلاً وكان عمى صالح بن عيسى أخو أبى رجلاً صالحاً فقيراً متعففا مجوداً للقرآن حسن الصوت جداً -رحمه الله وتقبل قراءَته وعلمه - إذا كان يقرأ القرآن فى الجماعة خرج بعض الناس منها ليستمعوا لصوته متميزاً عن غيره وكان ينشد لهم يوم الزيارة بيت ابن برى على حذف الياءِ فى الإمام:

وأحرف ثلاثة فى الفجر أكرمن أهانن ويسر

أخبرنى بذلك من أخبره به جدى أبو أمى الحاج سعيد بن حمرحمه الله وغيره وإنما حذفت فى الخط على خلاف الأصل والليل إنما هو مسرى فيه لإسار ومعنى يسر يمضى كقوله تعالى: { { والليل إذْ أدبر } [المدثر: 33] { { والليل إذا عسعس } [التكوير: 17] على التجوز الإرسالى أطلق السريان وهو موضوع لسير الإنسان ليلاً على مطلق المضى لعلاقة الإطلاق والتقييد أو المجاز الاستعارى بأن شبه مضى الليل بالسير ليلاً وهى تبعية أو بأَن شبه الليل بإنسان ورمز إليه بلازمه وهو السريان أو المجاز العقلى بأَن أسند السير إلى الليل لوقوعه فيه من الناس وغيرهم ويضعف ما قيل أن إذا بدل من الليل لأن خروج إذا عن الشرط والصدر يحسن إذا ذكر قبلها فعل أو نحوه صريح لا إذا أخرج إلى الإقسام بمعناه بل تعلق بمحذوف أى وعظمة الليل إذا يسر والإقسام بالليل لدلالته على كمال القدرة ووفور النعمة إذ يُسكن فيه ويُستراح فيه وهو على العموم وعن مجاهد أنه ليل النحر يسرى الحاج فيه من عرفات إلى مردلفة.