التفاسير

< >
عرض

ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ
٨
-الفجر

تيسير التفسير

لم يخلق مثل تلك القبيلة طولاً وقوة فى موضع من الدنيا كأَنه قيل لم يخلق مثل أجسامهم فى الأرض فالكلام على أجسامهم لا على البنيان وقيل إرم اسم مدينة هى الأَسكندرية وعليه محمد بن كعب، وقيل عن سعيد بن المسيب دمشق، ويردهما أنهما ليستا بلاد رمل وأحقاف وقد قال الله عز وجل: { { واذكر أخا عاد إذْ أنذر قومه بالأَحقاف } [الأحقاف: 21]، إلاَّ أن يقال ما هنا عاد الأُولى وما فى الأَحقاف عاد الآخرة واختلفت منازلهما وقيل مدينة بين عمان وحضرموت ذات رمال وأحقاف فإذا كان إرم اسم مدينة وقيل اسم أرضهم وقيل مدينة عظيمة فى اليمن رد الكلام إلى الأَجسام بتقدير مضاف أى أهل إرم أو إلى البنيان أى ألم تر كيف فعل ربك ببلاد عاد أو مدينة عاد أو أرض عاد وكان لعاد ابنان شداد وشديد ملكا الدنيا ومات شديد وخلص الأَمر لشداد وسمع بذكر الجنة فبنى مدينة فى زعمه مثل الجنة فى بعض صحارى عدن فى ثلثمائة سنة وعمره تسعمائة قصورها وغرفها من الذهب والفضة وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة ولما تم بناؤها أقام فى التجهز إليها عشر سنين فسار إليها بأَهل مملكته ولما كان بينهم وبينها مسير يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة فهلكوا كذا قيل: وهو موضوع كما قال ابن حجر، وعن عبد الله بن قلابة خرج فى طلب إبل له فوقع عليها فوجدها مبنية بالذهب والفضة والياقوت وأنواع الجواهر والعيون والشجر المثمر فى أزقتها مفروشة بذلك وبالمسك فحمل ما قدر عليه مما فيها فاستحضره معاوية فقص عليه فبعث إلى كعب فسأله فقال هى إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين فى زمانك أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج فى طلب إبل له ثم إلتفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل، وهو موضوع.