التفاسير

< >
عرض

فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
١٢٩
-التوبة

تيسير التفسير

{ فَإِنْ تَوَلَّوْا } أَعرضوا عن الإِيمان بك وبما جئت به. { فَقُلْ حَسْبِىَ } كفانى أَو يكفينى { اللهُ } مكروههم ويعيننى عليهم، أَو مكروهكم ويعيننى عليكم { لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } كالدليل على ما قبله لأَن من لا يستحق الأَلوهية إِلا هو يكون كافياً لا محالة { عَلَيْهِ } لا على غيره { تَوَكَّلْتُ } وثقت به لا بغيره فلا أَرجوا ولا أَخاف إِلا إِياه { وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } الجسم العظيم، ولأَنه أَعظم المخلوقات خصه بالذكر والكرسى دونه، وقيل الكرسى والعرش شىءٌ أَعظم المخلوقات، أَو العرش الملك والأَرض كحلقة فى السماءِ الدنيا وكل سماءٍ كحلقة فى التى فوقها والعليا كحلقة فى الكرسى، والكرسى كحلقة فى العرش. وعن أَبى هريرة: آخر ما نزل هاتان الآيتان، وروى الحاكم عن أُبى بن كعب: آخر آية نزلت: لقد جاءَكم رسول، إِلى آخر السورة. وأَراد بالآية الآيتين الأُولى من لقد إِلى رحيم، والثانية من فإِن تولوا إِلى العظيم، وروى البخارى ومسلم عن البراءِ بن عازب: آخر آية نزلت: " { يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة } "[النساء: 176] الآية، وآخر سورة نزلت سورة براءَة، وعن ابن عباس آخر آية نزلت: واتقوا يوماً ترجعون فيه إِلى الله، وروى أَنه صلى الله عليه وسلم عاش بعدها أَحداً وعشرين يوماً وقيل: أحداً وثمانين يوماً، وقيل: سبعة أَيام، وقيل: ثلاث ساعات. وعنه صلى الله عليه وسلم: "المائِدة آخر القرآن نزولا، فأَحلوا حلالها وحرموا حرامها" ، وقد مر الجمع بين ذلك، وعنه صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسى حسبى الله لا إِله إِلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبعاً كفاه الله ما أَهمه من أَمر الدنيا والآخرة" وعن الحسين بن على: لا ينكب ولا يغرق ولا يكرب. وعن محمد بن كعب القرظى سقط رجل من فرسه فى سرية ذهبت إِلى الروم فانكسر فخذه ولم يمكنهم حمله وربطوا فرسه عنده ووضعوا عنده ماءً وطعاماً وتركوه. وأَتاه آت فقال له: ضع يدك حيث الأَلم واقرأْ: فإِن تولوا... إِلخ فصح، ولحقهم: والله أَعلم، ولا حول ولا قوة إِلا بالله العى العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.