التفاسير

< >
عرض

فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ
١١
-البلد

تيسير التفسير

بينا له فلم يهتد، والاهتداء هو اقتحام العقبة والفاء تفيد أن من شأنه إذ بين له النجدين أن تتصل سرعته إلى الاهتداءِ بسبب البيان ولا يخفى أن دين الإسلام مرتفع الشأن كما ارتفعت العقبة حساً وفيه صعوبة للنفع لأَن فيه مخالفة الهوى فالاقتحام الدخول بشدة وسرعة والعقبة الطريق الصعب فى الجبل استعير للدين والنجدين ترشيح ولا استعارة فى اقتحم لأَن الاقتحام حقيقة فى الأمر لا مجاز ولم تكرر لا مع أنها دخلت على الماضى غير الدعاءِ لأَن العقبة فك الرقبة والاطعام فكأَنه قيل وهديناه النجدين فلا فك رقبة ولا أطعم مسكيناً وهذا تكرير أو لأَن اقتحم للاستقبال عبر الماضى لتحقق الوقوع. وقد يقال تكريرها غالب لا لازم لكن لا يتم هذا بمجرد وجود عدم التكرير فى الشعر كقوله:

إن تغفر اللهم تغفر جماً وأى عبد لك لا ألما

وقوله:

وكان فى جاراته لا عهد له فأَى أمر سىء لا فعله

وقيل لا هنا على طريق الدعاءِ، وقيل الأصل أفلا اقتحم فحذف الهمز أو فألا أقتحم بألا التحضيضية حذفت همزتها أى هلا سلك طريق
النجاة ويردهما أن حذف الاستفهام وهمز ألاَّ لا يحسن.