التفاسير

< >
عرض

فَكُّ رَقَبَةٍ
١٣
-البلد

تيسير التفسير

أى هى فك أو هو فك بتذكير الضمير بالإخبار عنه بمذكر، والعقبة هى نفس الفك فلا حاجة إلى تقدير بعضهم وما أدراك ما اقتحام العقبة قيل أو العقبة نفس الشكر لصعوبته كأَنه قيل وما أدراك ما الشكر فك رقبة، وعن ابن عمر العقبة جبل مزلق فى جهنم، وعن ابن عباس العقبة النار ويقال صخرة عظيمة فى النار واقتحامها التخلص منها بالعبادة كما قيل اقتحامها مجاهدة النفس والهوى أو المراد فك النفس عن النار بالتوبة من الذنوب والأَعمال الصالحة، ويقال عقبة بين الجنة والنار ويقال مطلعها سبعة آلاف ومهبطها سبعة آلاف وأنا سبب إكثارهم العدد إذا عدوا فى هذا ومثله وعلى هذه الأَقوال يكون المعنى فلا اقتحم مزيل العقبة وما أدراك ما اقتحام مزيلها هو فك رقبة أى إعتاق الرقبة أو الإعانة فى إعتاقها، وقال البراءِ بن عازب "قال أعرابى: يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة قال أعتق النسمة وفك الرقبة قال أو ليسا بواحد قال لا إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها والمنحة الفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأَطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وإن لم تطق ذلك فكف لسانك الاَّ من خير" ، والمكاتب حر من حينه عندنا وما كوتب به دين عليه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار حتى الفرج بالفرج" والعتق عند أبى حنيفة أفضل من الصدقة، وقال أبو يوسف ومحمد الصدقة أفضل، وبالأول قال الشعبى وزاد إيضاحاً أنه أفضل من الصدقة ولو كانت صدقة على ذى القرابة اليتيم فى زمان الجوع ونقول هذا مراد أبى حنيفة لإطلاقه، وفى الآية تقديم ذكر العتق فقد يكون ترجيحاً له على الصدقة وقد تترجح الصدقة على العتق ولا سيما إن كانت على اليتيم المذكور أو على عبد مضيق عليه فى النفقة كما جاءَ الحديث به إلاَّ أنه يتقيد بأَن يكون على متعدد وقد يقدم العتق فى الفضل لتقدمه فى الكفارة على الإطعام إلاَّ أن الأَمر بالصدقة أكثر وروداً من الأَمر بالعتق فى القرآن والحديث، وقد يقال إنها شاملة للعتق وخص بالذكر فى مواضع ذكره لمزيته وخص بعضهم الصدقة التى هى أفضل من العتق بأن تكون جارية وفى الآية التلويح إلى فك الإنسان نفسه باَداء الفرض واجتناب المحرم، ولا يجوز أن تفسر به الآية.