التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
-البلد

تيسير التفسير

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا } ثم للتراخى الرتبى لا الزمانى إِذْ لاَ يؤمر باقتحام العقبة ثم بالإيمان بعده إذ لا ينفعان بلا إيمان ووجه الرتبى أن الإيمان أصل وقد ينفع بلا عمل مثل أن يؤمن ويموت قبل وجوب الفرائض عليه فعل أو ترك وأن يؤمن قبل أن يعاين ولا يمكنه أداء شىء وأن يؤمن ويجن قبل أن يكلف بفرض إلى أن يموت وأن يكون مؤمناً من الطفولية ويجن إلى موته { وَتَواصَوْا } أوصى بعض بعضاً { بِالصَّبْرِ } على الطاعات والمصائب وعن الشهوات وبالامتثال { وَتَوَاصَوا بِالْمَرْحَمَةِ } أى بالرحمة فهو مصدر ميمى، أى أوصى بعض بعضاً برحمة العباد ومنها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فالرحمة فعل العباد كالصبر وتواصوا بأسباب رحمة الله لعباده وهى الطاعة وترك المعاصى فحذف المضاف أوالرحمة الطاعة وترك المعصية عبر عنهما مسببهما وفى التواصى بالصبر تعظيم لله عز وجل وفى التواصى بالرحمة إشارة إلى الشفقة على خلق الله تعالى والأصل فى التصوف أمران صدق مع الحق وخُلق مع الخَلق ولتمايز الوصفين وكمال كل واحد فى شأنه أعاد تواصوا ولم يكتف بالأول والله أعلم.