التفاسير

< >
عرض

وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا
١
-الشمس

تيسير التفسير

{ وَالشَّمْسِ } قال الزجاج جواب القسم قوله قد أفلح ولم يقرن باللام لأَن طول الكلام قام مقامها ولا نسلم أن الطول يقوم مقامها بل الطول يقتضى ذكرها للبيان ولعل الجواب محذوف أى ليدمدمن الله على أهل مكة كما دمدم على ثمود لكفرهم فيكون قد أفلح تابعاً لقوله فأَلهمها فجورها وتقواها استطراداً إلاَّ أن الأَصل عدم الحذف فالأُولى أن الجواب قد أفلح.. الخ لم يقرن باللام لجواز ذلك { وَضُحَاهَا } وقت طلوع الشمس مثلها وقت العصر وهو وقت صفاء ضوئها أو قبل ذلك بقليل إلى الضحى الكبير قبل قرب وقوف الشمس أضيف إليها لأنه بها وقيل ضحاها ضوؤها، وقيل حقيقة الضحى تباعد الشمس عن الأُفق الشرقى أفق البلد وبروزها للناظرين ثم صار حقيقة فى وقته ثم قيل لأَول الوقت ضحوة ولما يليه ضحى ولما يليه إلى قرب الزوال ضحاء بالفتح والمد وإذا أضيف إلى الشمس فهو مجاز عن إشراقها، وقال المبرد الضحى مشتق من الضح وهو نور الشمس والألف مقلوبة عن الحاءِ الثانية وكذا الواو مقلوبة منها، قال الإمام أبو حيان لا يصح ذلك عن المبرد بل كل من الضحى أو الضحوة غير الضح فإنه مادة مخالفة لهما وأجيب بأَن مراد المبرد الاشتقاق الكبير لا الاشتقاق الصغير قلت الحق مع أبى حيان من أن مراد العبارة الاشتقاق الصغير لأَن الكبير يقال مجازفة لا ميزان حرف بحرف مع ذكر القلب، وقيل ضحاها حرها وحرها مثلاً زمان وإذا اشتد نورها قوى حرها وهكذا الحر يتبع الضوء فى غيرها أيضاً، وعن مقاتل أن الضحى النهار كله على أن الضحى نور الشمس وهو موجود فى النهار كله ولا يصح هذا عنه لأَن النهار مذكور بعد وإن صح عنه ففى غير هذه الآية.