التفاسير

< >
عرض

وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ
١١
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ
١٢
-الليل

تيسير التفسير

{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إذَا تَرَدَّى } أى أى إغناءِ يغنى عنه ماله من نفع أو ضر إذا هلك وما استفهامية إنكارية مطلق أو لا يغنى عنه ماله شيئاً من نفع أو ضر إذا هلك وما نافية، وقيل تردى فى قبره، وقيل فى النار، وقيل ليس رداءَه وهو كفنه وهذا كناية عن الموت لأَن الكفن لباس الميت { إنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } الإرشاد إلى الحق أو تبينه للمكلفين وقد أرشدنا وبينا فلا عذر لمن بخل واستغنى وكذب بالحسنى شبه القضاءِ والحكم بالوجوب الذى لا يتخلف بجامع عدم التخلف وكأَنه وجوب مستحق لعلى فاستعمل فيه على التى للوجوب على الاستعارة التبعية ولا واجب على الله سبحانه فلا دليل للمعتزلة فى الآية على وجوب الأَصلح على الله عز وجل هذا القضاءِ المشبه فعل لله تعالى وهو الإثبات الذى أثبته إليهم أن يهديهم وأما القضاءِ بمعنى العلم الأزلى بأَنه سيكلفهم فصفة ذات وصفة الذات هو عز وجل لا تشبه بشىءٍ ولا يشبه بها شيئاً وإِنما ذكرت الإِرشاد والتبيين معاً لأَن الإرشاد دعاؤك مثلاً أحداً إلى فعل شىءٍ أو تركه هكذا والتبيين ذكر أن الحق كذا أو أن الباطل كذا، وقيل المعنى أن الهدى موكول علينا أى مستند فيه على أمرنا أنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وفيه أن الكون الخاص لا يحذف إلاَّ لدليل ولا دليل هنا والكون الخاص هنا موكول فلا يقدر بل الكون العام وهو ثابت وقد مر التخلص من دعوى الوجوب على الله عز وجل، وقد يقال الحق له عز وجل فعلى بمعنى اللام وقول تعالى أنك لا تهدى من أحببت دليل، وقيل هذا مثل قوله تعالى { { وعلى الله قصد السبيل } [النحل: 9] أى من سلك الطريق المبنية وصل إلينا وهو خلاف الظاهر وقدم علينا للفاصلة والحصر وكذا قوله عز وجل.