التفاسير

< >
عرض

إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ
٤
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ
٥
-الليل

تيسير التفسير

{ إنَّ سَعْيَكُمْ } أى أعمالكم لأن السعى مصدر مضاف فصح للاستغراق ولكونه للعموم أخبر عنه بشتى فى قوله { لَشَتَّى } جمع شتيت أى مفترق والمراد بافتراقه كونه طاعة ومعصية وكونه بثواب وعقاب كما فصله بقوله:
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } كالصديق وأبى الدحداح والتعميم أولى ولو كانا سبب النزول، ويجوز أن يراد بالسعى الجنس والحقيقة فيكون شتى مصدر أخبر به مبالغة فهو كبشرى وذكرى ويؤَول بالوصف أى شتيت أو يقدر مضاف أى ذو شتى أى ذو افتراق بالثواب والعقاب والطاعة والمعصية وإن فسرنا الافتراق بكون بعض يطلب الليل الغاشى وبعض يطلب النهار المتجلى، وبعض يستعين بالذكر وبعض الأُنثى، كان أنسب بالقسم لكن بارد ولا يكون قوله فأَما من أعطى حينئذ تفصيلاً بل مجرد تفريع، والمراد بالإعطاء إعطاء المال فى سبيل الله تعالى، وقيل إعطاء الحقوق كالزكاة والكفارة وهذا على أن السورة مدنية لأَن حقوق المال فى المدينة، ونص بعض أصحابنا على أنه لا يجوز التفسير فى القرآن بالنزول إجمالاً وتمهيداً والتفصيل فى المدينة والجمهور على أنها مكية، وقيل سيجنبها الأتقى.. الخ مدنى وما قبله مكى، أو المراد بالإعطاءِ نفى البخل فلا يقدر له مفعول، وقيل أعطى الطاعة ووجهه مقابلة قوله واتقى أى اتقى المعصية ويرده سبب النزول وأن المعروف بالإعطاءِ المال ولو كان قد يستعمل فى غير المال وقدم الاعطاءِ لأَنه سبب النزول.
{ وَاتَّقَى } أى حذر العقاب بأَن امتثل أمر الله تعالى ونهيه، وقيل ترك المحارم، وقيل أطاع الله تعالى وقيل اتقى البخل، وفيه أن يكون تكريراً لقوله أعطى والأصل عدمه إلاَّ إن فسر الإعطاءِ بالإِنفاق هكذا فيكون فيه الدعاء إلى الإنفاق والأَمر بأَن يكون عن وجود لا عن شح والأَول أولى.