التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ
١٠
-الضحى

تيسير التفسير

{ وَأمَّا السَّائِلَ } سائل المال كدرهم وطعام ونحوه من نفع، وقيل المراد سائل العلم قال - صلى الله عليه وسلم - "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار" ومعلوم أنه لا وعيد على من رد سائل غير العلم إلاَّ أمراً لا بد منه كما أن من لم يعطه مات أو ذهب عضو ويجب إكرام طالب العلم وإسعافه بمطلوبه ولا يعبس فى وجهه ولا ينهره ولا يلقاه بمكروه.
{ فَلاَ تَنْهَرْ } بلفظ ولا تزجره بفعل كدفع وتعبس ولا تمن عليه إن أعطيته قبل بل أعطه أو أردده بكلام حسن مثل رزقك الله أوائت وقت كذا أو إذا فتح الله أعطيك وسواء كان موحداً أو مشركاً، وكره مالك أن تقول له يفتح الله عليك لأَن السائل يرى ذلك إياساً وكان يكره أن يذكر اسم الله تعالى فى حال تصحبها الكراهة والسائل يكره ذلك وليس كذلك فإن النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول مثل ذلك وإذا سألكسائل فإنه يقول هلك لك حاجة أن أحمل لك شيئاً إلى دار لا تفنى كما قال ابراهيم النخعى يقول السائل أتبعثون إلى أهلكم شيئاً، إما أن يريد النخعى تبعثون إلى موتاكم أو إلى منازلكم فى الجنة، وعن أبى أُمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
" لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم " ويستن به لما روى ضعيفاً موقوفاً عن عائشة رضى الله عنها لو صدق السائل ما أفلح من رده، وما روى عن الحسين بن على للسائل حق ولو جاءَ على فرس وإذا ألح السائل ولم ينفع اللين جاز زجره وذلك بعد ثلاث.