التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٦
-التين

تيسير التفسير

{ إلاَّ الَّذِينَ آمنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } فيبقون على صورهم ويزدادون امتداداً وحسناً والاستثناء متصل وإن فسرنا أسفل سافلين بالهرم والضعف ظاهراً وباطناً كتقوس الظهر والشيب وتغير الجلد وكلال السمع والبصر وسقوط الأسنان وتثاقل المشى وضعف الصوت كقوله تعالى: { { يرد إلى أرذل العمر } [النحل: 70، الحج: 5] وقوله تعالى { { ومن نعمره ننكسه في الخلق } [يس: 68] وذلك فى الجملة ولا يصيب كل إنسان كان منقطعاً لأَن المؤمنين يصيبهم ذلك أيضاً وهذا الاستثناء المنقطع دفع لما يتوهم من أن التساوى فى رذالة العمر يستتبع دخول النار، ويجوز أن يكون منقطعاً على معنى لكن الذين آمنوا لا ينقطع ثواب عملهم بالرد إلى أرذل العمر.
{ فَلَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قدم المعمول للفاصلة والتبشير والتشويق إلى ما بعد والأجر ما فى الجنة وغير ممنون غير مقطوع وغير ممنون به افتخاراً عليهم بإعطائه وإذلالهم وهذه الجملة مفرعة على الاستثناءِ لا مخبر بها عن الذين لأنه منصوب على الاستثناءِ لا مبتدأ أو هى جواب لمحذوف أى إن قيل فما حالهم فلهم أجر.. الخ أو الأجر ثواب ما قطعهم الهرم عنه وقد نووه وفى البخارى عنه - صلى الله عليه وسلم -
" إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيما ثم قرأ: فلهم أجر غير ممنون" رواه أبو موسى وذكر الطبرانى عن شداد بن أوس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إنَّ الله تبارك وتعالى يقول إذا ابتليت عبدي المؤمن فحمدني على ما ابتليته به فإنّه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أُمه من الخطايا" ويقول الرب عز وجل "أنا قيدت عبدى هذا وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون قبل ذلك" وكذا سائر الموانع كنسيان وقهر قاهر وجنون وقد نوى أن يعمل.. ألا ترى كيف ذكر السفر فى الحديث الأول وكذا فيما روى عن ابن عباس موقوفاً فى الآية إذا ضعف عن العمل كتب له ما كان يعمل فى شبابه ودخل بذلك تعطل عضو عن عمل بقطع أو فساد، وقيل الذين آمنوا من يقرأون القرآن لا يصيبهم أرذل العمر فإن أريد فساد العقل فلعله لا يطرد وأما فساد الأعضاءِ فمشاهدة وقوعه لا تنكر وإن صح الأثر ففى قراءة على صفة مخصوصة وعلى كل حال لا يحل تفسير الآية به خصوصاً ولا دليل عليه.