التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ
١٥
-العلق

تيسير التفسير

{ كَلاَّ } ردع للناهى { لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } عما هو عليه.
{ لَنَسْفَعاً } لنأَخذن أخذاً عنيفاً.
{ بِالنَّاصِيَةِ } شعر مقدم رأسه ويطلق أيضاً على مقدم الرأس بلا قيد شعر وال للعهد لأن ذكر الناهى لجميع أجزائه حتى كأَنه عهد حضور أو يقدر بالناصية منه ومنه حال أو ال عوض عن الضمير يجبد ويسحب إلى النار يوم القيامة أو يجبد من مصرعه إلى حيث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بدر كما روى أنه لما نزلت سورة الرحمن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يقرأها على رؤساء قريش؟ فقال ابن مسعود رضى الله عنه أنا فلم يأذن له وقال أيضاً فقال ابن مسعود أنا وقال فقال أنا فقرأها عليهم حول الكعبة فلطمه أبو جهل وشق أذنه وأدماه لضعفه وصغر جثته فرجع وعيناه تدمعان فنزل جبريل عليه السلام ضاحكاً فقال - صلى الله عليه وسلم - لم الضحك فقال ستعلم فلما كان بدر قال - صلى الله عليه وسلم - التمسوا أبا جهل فوجده ابن مسعود يخور فارتقى على صدره ففتح عينيه فعرفه فقال لقد ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعى الغنم، فقال ابن مسعود الإسلام يعلو ولا يعلى عليه فعالج قطع رأسه فقال اقطعه بسيفى وقطعه ولم يقدر على حمله فثقب أذنه وجره بخيط فيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءَ جبريل يضحك ويقول يا رسول الله أذن بأذن والرأس زيادة وذكر ضعف ابن مسعود وصغر جثته ليس غيبة لأَنا لم نرد به نقصاً ولا مسلم ينقصه بذلك بل لنا الأَجر لأَن قصدنا حكاية ما فى العلم ولعله ازداد ضعفاً لهول الحرب والجوع والعطش وغلظ رأس اللعين ولمغفر عليه وخص الله تعالى السحب بالناصية لزيادة الاهانة إذ يفعل ذلك بالبهيمة وهو غاية الإذلال عند العرب ولأنه كان شديد الاهتمام بترجيلها وتطييبها والألف فى الخط بدل من نون التوكيد الخفيفة فيه لأَنه يوقف عليها بإبدالها ألفً والباءِ للإلصاق أو لمعنى نجره بها.