التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ
٧
-البينة

تيسير التفسير

{ إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } العالون درجة بإيمانهم وأعمالهم { أولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } أفضل الخليقة وخير اسم تفضيل فمن هم الفاضلون الذين يكون المؤمنون العاملون أفضل منهم فيقال الملائكة ففى أثر أن المؤمن أفضل عند الله من جميع الملائكة واستثنى بعضهم خواص الملائكة كجبريل والكروبيين وكفر بعضهم من فضل المؤمنين على خواص الملائكة وليس كذلك وحكم الجن والإنس واحد ولكن لا أظن أن الجنى أفضل من الملائكة ومالهم من الجنة إلاَّ صحاريها وفى الأَثر المؤمن من بنى آدم أفضل من الملائكة، وفى حديث أفضل من الملك وال للجنس أو للاستغراق وهو أولى ليوافق حديث أفضل من جميع الملائكة قالت عائشة رضى الله عنها يا رسول الله من أكرم الخلق على الله تعالى قال يا عائشة أما تقرئين إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، وعن أبى هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتعجبون من منزلة الملائكة عند الله تعالى والذي نفسي بيده لمنزلة المؤمن عند الله تعالى يوم القيامة أعظم من منزلة الملك اقرأوا إنْ شئتم { إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أُولئك هم خير البرية }" وذلك أن المؤمن يتلقى الموانع من الطاعات الداعيات إلى المعاصى من النفس والهوى والشياطين من الجن والإنس ويصعب عليه الوفاء بخلاف الملائكة فإن العبادة منهم كالتنفس كأَنهم طبعوا ولكن لهم اختيار، واختار أصحابنا أن الملائكة أفضل من المؤمنين.