التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا
٤
-الزلزلة

تيسير التفسير

{ يَوْمَئِذٍ } يوم إذ زلزلت وأخرجت.
{ تُحَدِّثُ أخْبَارَهَا } جواب إذا وتحدث عامل فى إذا وفى يوم لأَن يومئذ توكيد لقوله عز وجل إذا زلزلت الأرض.. الخ ومعنى تحدث الأرض الناس أخبارها أن يخلق الله فيها حياة وإدراكاً ونطقاً فتنطق لكل أحد بما عمل عليها من طاعة أو معصية كما قال ابن مسعود وإنما تبدل الأرض غير الأرض بعد هذا الإخبار، وفى الترمذى قال أبو هريرة
"قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ تحدث أخبارها ثم قال أتدرون ما أخبارها قالوا الله ورسوله أعلم فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول عمل يوم كذا كذا فهذه أخبارها" ، وعن يحيى ابن سلام تحدث بما أخرجت من أثقالها تقول الأرض يوم القيامة يا رب هذا ما استودعتنى كما رواه ابن ماجه، وعن ابن مسعود تحدث بقيام الساعة إذا قال الإنسان مالها تحدث أن أمر الدنيا قد انقضى وأمر الآخرة قد أتى فيكون ذلك جواباً لهم عند قولهم ما لها والأولى أن تقول تجمع ذلك كله بالتحديث أو التحديث حالى لا قالى مجاز بمعنى تدل ومن نظر إلى حالها علم لم زلزلت ولم أخرجت وأن هذا ما قالت الأنبياءَ، والتحديث استعارة على أن تحديثها بأَن ربك أوحى لها تحديث بأَخبارها كما تقول نصحتنى كل النصيحة بأن نصحتنى فى الدين فإخبارها هو أن ربك أوحى لها فالباء بعد للتجريد كقولك تلقى بزبد البحر أو تلقى به رجلاً متناهياً فى الخير ولا يخفى بعده وأنه خلاف الأصل والمفعول الأول لتحدث محذوف أى تحدث الناس أخبارها لتضمن معنى تعرفهم أخبارها وهو متعد لواحد محذوف كما رأيت وأخبارها منصوب على تقدير الباء ولم يتعد إلى ثلاثة هنا وحذف الأول لعدم مقصد الكلام به وإنما المقصود نطقها بالأَخبار وسمع السامع مترتب عليه متفرع.