التفاسير

< >
عرض

كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٢١٦
-البقرة

تيسير التفسير

كتب عليكم: فرض عليكم. الكره: المشقة.
مضى الكلام في الآية السابقة على الإنفاق في سبيل الله وللمحتاجين من الأسرة الاسلامية، وفي هذه الآية والتي بعدها يأتي الكلام على بذل الأرواح والأنفس. المال اخو الروح، بل هو اغلى عند كثير من الناس.
اذا كان في الانفاق على الوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وغيرهم حماية للمجتمع في داخله فان القتال حماية له من اعدائه في الخارج. لذلك فرض الله عليكم القتال لحماية دينكم والدفاع عن أنفسكم. وهو كرهٌ لكم، لما فيه من المشقة وتعريض الأنفس للموت، ولكن ربما كرهتم شيئاً يكون فيه خيركم، ان الله يعلم ذلك، وأنتم لا تعلمون.
وهذه أول آية فُرض فيها القتال، وقد نزلت في السنة الثانية من الهجرة. والجهاد فرض كفاية الا اذا دخل العدو بلاد المسلمين فاتحاً فيكون الجهاد فرض عينٍ على الجميع، وهذه فلسطين، فقد احتلها العدو ولم يهبّ المسلمون لقتاله. لقد أغفلوا فرض عين، وحكامهم هم المسؤولون. ولهم مع الله شأن.