التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ
٦٥
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
٦٦
-البقرة

تيسير التفسير

الاعتداء: تجاوز الحد في كل شيء. القرد: الحيوان المعروف. الخاسىء: المبعد المطرود من رحمة الله، الذليل. النكال: العقوبة، نكل تنكيلا ونكالا. الموعظة: التذكرة، وعظ يعظ وعظا وموعظة.
من تشريع موسى لليهود ان لا يعملوا يوم السبت، أي يوم الراحة والعبادة، لكن اليهود كما هو معهود بهم لا يثبتون على عهد ولا يطيعون الا أهواءهم.
هنا يذكّر الله اليهود الذين على زمن النبي وفي كل زمان ويقول لهم: لقد علمتم بلا ريب خبر أسلافكم الذين تجاوزوا الحد في السبت بأن صادوا السمك فيه، وهو يوم راحة وعيد العملُ فيه محرم، لذلك مسخناهم وصيّرناهم مبعدين عن الخير أذلاّء صاغرين، مطرودين كالكلاب الخاسئين.
والمسخ كما يقول الطبري عن مجاهد مسخٌ مجازي، أي: انه ما مُسخت صورهم ولكن مسخت قلوبهم، فلا تقبل وعظاً، ولا تعي زجراً. وهذا ما أكده ابن كثير حيث قال: الصحيح ان المسخ معنوي كما قال مجاهد.
{ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً } اي فجعلنا هذه العقوبة عبرة رادعة للمخالفين.