التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ
٣١
قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
٣٢
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ
٣٣
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ
٣٤
فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣٥
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٦
وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ
٤٥
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٤٦
-الذاريات

تيسير التفسير

ما خطبكم: ما شأنكم الذي أُرسلتم من أجله، والخطب: الشأن الخطير. الى قوم مجرمين: هم قوم لوط. مسوَّمة: معلّمة، عليها علامة خاصة. للمسرفين: الذين جاوزوا الحد في الفجور. آية: علامة. بسلطان مبين: بحجّة واضحة. فتولى بركنه: فتولى بقوته معتزاً بها وبجنوده. نبذناهم: طرحناهم، ألقيناهم في البحر. مُليم: فعلَ ما يلام عليه من الكفر والعناد. الريح العقيم: التي لا خير فيها، لا تلقح شجرا، ولا تحمل مطرا. كالرميم: كالبالي من كل شيء. فعتَوا: فاستكبروا عن امتثال الأوامر. الصاعقة: نار تنزل من السحاب بالاحتكاكات الكهربائية.
قال إبراهيمُ يخاطب الضيوفَ بعد ان سلَّم عليهم وهو لا يعرفهم: ما شأنُكم، وفيم أُرسِلتم؟ فقالوا له: إنّا أُرسِلنا الى قومِ لوطٍ المجرِمين، ومعنا أوامرُ من الله تعالى بإهلاكهم. ولم يجِدوا فيها غيرَ أهلِ بيتٍ من المسلمين.
{ وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ }
وجعلنا بَلَدهم عِبرةً بما أنزلنا بِها من العذابِ والدّمارِ، وذِكرى للّذين يخافون الله.
وكذلك أرسل اللهُ موسى إلى فرعونَ وقومه بحجّةٍ واضحة ومعجزاتٍ باهرة، فأعرض فرعونُ عن الإيمان برسالة موسى معتدّاً بقوّته وما عندَه من جنودٍ ومُلكٍ، وقال عن موسى: إنه ساحر او مجنون. فأغرقه الله هو وجنودَه في البحر { وَهُوَ مُلِيمٌ } أيْ مقترفٌ من الأعمال ما يُلام عليه.
وكذلك في قصة عادٍ عبرةٌ وعظةٌ، حيث أهلكهم اللهُ بالرِيح العقيمِ العاتية. ومثلُهم قومُ ثمودٍ، أهلكهم اللهُ بالصاعقة، وقبلَهم قومُ نوحٍ أغرقَهم الله بذُنوبهم،. وقد تقدمت قصة الجميع اكثر من مرة في سورة الأعراف وهود بأوسعَ من ذلك.
قراءات:
قرأ الكسائي: فاخذتهم الصعقة: والباقون: الصاعقة.