التفاسير

< >
عرض

وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ
٤
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
٥
-الأعراف

تيسير التفسير

القرية: هنا تعني المكان والسكّان. البأس: العذاب بياتا: ليلا على حين غرة. او هم قائلون: وسط النهار وقت القيلولة دعواهم: قولهم.
بعد ان بين الله تعالى انه أنزل الكتاب الى الرسول الكريم لينذر به الناسَ ويكونَ موعظةً وذِكرى لأهل الايمان، وانه طلب اليه ان يأمر الناس باتباع ما أُنزل اليهم من ربهم، وان لا يتبعوا من دونه أحداً - أردف هنا بالتخويف من عاقبة المخالفة لذلك، وبالتذكير بما حلّ بالأمم قبل‍َهم بسبب إعراضهم عن الحق، وإصرارهم على الباطل.
{ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ }.
لقد اهلكنا كثيراً من القرى بسبب عبادة اهلها غيرَ الله وسلوكهم غيرَ طريقه. وقد جاءهم عذابنا في وقت غفلتهم ليلاً وهم نائمون، كما حدث لقوم لوط، او نهاراً وهم مستريحون وقت القيلولة كقوم شعيب.
{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }.
فاعترفوا بذنبهم الذي كان سببَ نكبتهم، وكان دعاؤهم واستغاثتُهم حين جاءهم عذابنا أن قالوا - حيث لاينفعهم ذلك - إنّا كنّا ظالمين لأنفسنا بالمعصية.