التفاسير

< >
عرض

لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
١٨
-الرعد

مختصر تفسير ابن كثير

يخبر تعالى عن مآل السعداء والأشقياء: { لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ } أي أطاعوا الله ورسوله وانقادوا لأوامره وصدّقوا أخباره الماضية والآتية، فلهم { ٱلْحُسْنَىٰ } وهو الجزاء الحسن كقوله تعالى: { { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } [الكهف: 88]، وقال تعالى: { { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26]، وقوله: { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ } أي لم يطيعوا الله، { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } أي في الدارا الآخرة، لو أنه يمكنهم أن يفتدوا من عذاب الله بملء الأرض ذهباً ومثله معه لافتدوا به، ولكن لا يتقبل منهم، لأنه تعالى لا يقبل منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ } أي في الدار الآخرة، أي يناقشون على النقير والقطمير، والجليل والحقير، ومن نوقش الحساب عذب، ولهذا قال: { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }.