يقول تعالى: وخبرهم يا محمد عن قصة { ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ }، والضيف يطلق على الواحد والجمع كالزور والسفر، وكيف { دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي خائفون، وقد ذكر سبب خوفه منهم لما رأى أيديهم لا تصل إلى ما قربه إليهم من الضيافة وهو العجل السمين الحنيذ، { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } أي لا تخف، { نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } أي إسحاق عليه السلام كما تقدم في سورة هود، ثم { قَالَ } متعجباً من كبره وكبر زوجته ومتحققاً للوعد { أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقاً وبشارة بعد بشارة، { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ }، فأجابهم بأنه ليس يقنط ولكن يرجو من الله الولد، وإن كان قد كبر وأسنت امرأته، فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك.