التفاسير

< >
عرض

وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا
١
فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً
٢
فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً
٣
إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ
٤
رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ
٥
-الصافات

مختصر تفسير ابن كثير

قال ابن مسعود رضي الله عنه { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا }، { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً }، { فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً }: هي الملائكة؛ وقال قتادة: الملائكة صفوف في السماء، روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصّون في الصف" . وقال السدي معنى قوله تعالى: { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً }: أنها تزجر السحاب، وقال الربيع بن أنَس { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً }: ما زجر الله تعالى عنه في القرآن، { فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً } قال السدي: الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس، كقوله تعالى: { فَٱلْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً } [المرسلات: 5-6]، وقوله عزّ وجلّ: { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }، هذا هو المقسم عليه أنه تعالى لا إلٰه إلا هو رب السماوات والأرض { وَمَا بَيْنَهُمَا } أي من المخلوقات، { وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } أي هو المالك المتصرف في الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب تبدو من المشرق وتغرب من المغرب، واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليه، وقد صرح بذلك في قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ } [المعارج: 40]، وقال تعالى: { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } [الرحمٰن: 17] يعني في الشتاء والصيف، للشمس والقمر.