التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ
٥٦
أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ
٥٧
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ
٥٨
أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ
٥٩
وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ
٦٠
وَأَنتُمْ سَامِدُونَ
٦١
فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ
٦٢
-النجم

مختصر تفسير ابن كثير

{ هَـٰذَا نَذِيرٌ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، { مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } أي من جنسهم أرسل كما أرسلوا، كما قال تعالى: { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ } [الأحقاف: 9]، { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أي اقتربت القريبة وهي القيامة، { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } أي لا يدفعها إذاً من دون الله أحد، ولا يطلع على علمها سواه، و(النذير) الحذر لما يعاين من الشر، الذي يخشى وقوعه فيمن أنذرهم، وفي الحديث: "أنا النذير العريان" أي الذي أعجله شدة ما عاين من الشر عن أن يلبس عليه شيئاً، بل بادر إلى إنذار قومه قبل ذلك، فجاءهم عرياناً مسرعاً وهو مناسب لقوله: { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أي اقتربت القريبة يعني يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الساعة كهاتين" ، وفرّق بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام. ثم قال تعالى منكراً على المشركين في استماعهم القرآن وإعراضهم عنه وتلهيهم { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ }؟ من أن يكون صحيحاً، { وَتَضْحَكُونَ } منه استهزاء وسخرية، { وَلاَ تَبْكُونَ } أي كما يفعل الموقنون به كما أخبر عنهم، { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء: 109]، وقوله تعالى: { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } قال ابن عباس: { سَامِدُونَ } معرضون، وكذا قال مجاهد وعكرمة، وقال الحسن: غافلون، وهو رواية عن علي بن أبي طالب، وفي رواية عن ابن عباس: تستكبرون، وبه يقول السدي. ثم قال تعالى آمراً لعباده بالسجود له والعبادة: { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ }، أي فاخضعوا له وأخلصوا ووحّدوه. روى البخاري عن ابن عباس قال: "سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس" .