التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
١٣
وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
١٤
يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ
١٥
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ
١٦
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٧
ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٨
يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
١٩
-الانفطار

مختصر تفسير ابن كثير

يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم، وهم الذين أطاعوا الله عزَّ وجلَّ ولم يقابلوه بالمعاصي، ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم، ولهذا قال: { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } أي يوم الحساب والجزاء والقيامة، { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } أي لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة، ولا يخفف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة ولو يوماً واحداً، وقوله تعالى: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } تعظيم لشِأن يوم القيامة، ثم أكده بقوله تعالى: { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }، ثم فسره بقوله: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً } أي لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه، إلاّ أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى، وفي الحديث قال عليه السلام: "يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئاً" ، ولهذا قال: { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } كقوله تعالى: { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [غافر: 16] قال قتادة: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } والأمر والله اليوم لله، لكنه لا ينازعه فيه يومئذٍ أحد.