التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ
٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ
٧
جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
٨
-البينة

مختصر تفسير ابن كثير

يخبر تعالى عن مآل الفجار من كفرة أهل الكتاب والمشركين، المخالفين لكتب الله المنزلة وأنبياء الله المرسلة، أنهم يوم القيامة في نار جهنم { خَالِدِينَ فِيهَآ } أي ماكثين فيها لا يحولون عنها ولا يزولون، { أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } أي شر الخليقة التي برأها الله وذرأها، ثم أخبر تعالى عن حال الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بأبدانهم بأنهم خير البرية، و قد استدل بهذه الآية أبو هريرة وطائفة من العلماء على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة لقوله: { أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ }، ثم قال تعالى: { جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } أي يوم القيامة { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } أي بلا انفصال ولا انقضاء ولا فراغ { رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } ومقام رضاه عنهم أعلى مما أوتوه من النعيم القيم { وَرَضُواْ عَنْهُ } فيما منحهم من الفضل العميم. وقوله تعالى: { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله واتقاه حق تقواه، وعبده كأنه يراه، عن أبي هريرة قال، "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير البرية؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما كانت هيعة استوى عليه، ألا أخبركم بخير البرية؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: رجل في ثلة من غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ألا أخبركم بخير البرية؟ قالوا: بلى، قال: الذي يسأل بالله ولا يعطي به" .