التفاسير

< >
عرض

وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَٰمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ
٩٣
-هود

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل شعيب لقومه: { ويا قَوْمِ اعْمَلُوا علـى مَكانَتِكُمْ } يقول: علـى تـمكنكم، يقال منه: الرجل يعمل علـى مَكينته ومكِنته: أي علـى اتئاده، ومَكُن الرجُل يـمكُن مَكْناً ومَكانة ومكاناً.

وكان بعض أهل التأويـل يقول فـي معنى قوله: { علـى مَكانَتِكُمْ }: علـى منازلكم. فمعنى الكلام إذاً: ويا قوم اعملوا علـى تـمكنكم من العمل الذي تعملونه، { إنّـي عامِلٌ } علـى تؤدة من اعمل الذي أعمله، { سَوفَ تَعْلَـمُونَ } أينا الـجانـي علـى نفسه والـمخطىء علـيها والـمصيب فـي فعله الـمـحسن إلـى نفسه.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: «مَنْ يَأْتِـيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إنّـي مَعَكُمْ رَقِـيبٌ».

يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل نبـيه شعيب لقومه: الذي يأتـيه منا ومنكم أيها القوم { عَذابٌ يُخْزِيهِ } يقول: يذله ويهينه { وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ } يقول: ويخزي أيضاً الذي هو كاذب فـي قـيـله وخبره منا ومنكم. { وَارْتَقِبُوا }: أي انتظروا وتفقدوا من الرقبة، يقال منه: رَقَبْتُ فلاناً أرْقُبُه رِقْبة. وقوم: { إنّـي مَعَكُم رَقِـيبٌ } يقول: إنـي أيضاً ذو رِقبة لذلك العذاب معكم، وناظر إلـيه بـمن هو نازل منا ومنكم.