يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: { قُلْ } يا مـحمد { هَذِهِ } الدعوة التـي أدعو إلـيها، والطريقة التـي أنا علـيها من الدعاء إلـى توحيد الله وإخلاص العبـادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلـى طاعته وترك معصيته، { سَبِـيـلِـي } وطريقتـي ودعوتـي { أدْعُو إلـى اللّهِ } وحده لا شريك له { علـى بَصِيرَةٍ } بذلك، ويقـين علـم منـي به، { أنَا وَ } يدعو إلـيه علـى بصيرة أيضاً { مَن اتَّبَعَنِـي } وصدّقنـي وآمن بـي. { وَسُبْحانَ اللّهِ } يقول له تعالـى ذكره: وقل تنزيهاً لله وتعظيـماً له من أن يكون له شريك فـي ملكه أو معبود سواه فـي سلطانه، { وَما أنا مِنَ الـمُشْرِكِينَ } يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به، لست منهم ولا هم منـي.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي الـمثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع بن أنس، فـي قوله: { قُلْ هَذِهِ سَبِـيـلـي أدْعُو إلـى اللّهِ علـى بَصِيرَةٍ } يقول: هذه دعوتـي.
حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { قُلْ هَذِهِ سَبِـيـلـي أدْعُوا إلـى اللّهِ علـى بَصِيرَةٍ } قال: هذه سبـيـلـي، هذا أمري وسنتـي ومنهاجي. { أدْعُو إلـى اللّهِ علـى بَصِيرَةٍ أنا وَمَن اتَّبَعَنـي } قال: وحقّ الله وعلـى من اتبعه أن يدعو إلـى ما دعا إلـيه، ويذكر بـالقرآن والـموعظة، وينهي عن معاصي الله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن أبـي جعفر، عن الربـيع بن أنس، قوله: { قُلْ هَذِهِ سَبِـيـلـي }: هذه دعوتـي.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أبـي جعفر، عن الربـيع: { قُلْ هَذِهِ سَبِـيـلـي } قال: هذه دعوتـي.