التفاسير

< >
عرض

لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
١١
-الرعد

جامع البيان في تفسير القرآن

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك، فقال بعضهم: معناه: لله تعالـى ذكره مُعَقبِّـات، قالوا: الهاء فـي قوله «له» من ذكر اسم الله، والـمعقِّبـات التـي تتعقَّب علـى العبد وذلك أن ملائكة اللـيـل إذا صَعِدت بـالنهار أعقبتها ملائكة النهار، فإذا انقضى النهار صعدت ملائكة النهار ثم أعقبتها ملائكة اللـيـل، وقالوا: قـيـل معقبِّـات، والـملائكة: جمع مَلَك مذكر غير مؤنث، وواحد الـملائكة معقب، وجماعتها مُعقِّبة، ثم جمع جمعه، أعنـي جمع معقب بعد ما جمع معقبة. وقـيـل: معقبـات، كما قـيـل: أبناوات سعد، ورجالات بنـي فلان جمع رجال.

وقوله: { مِنْ بـينَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } يعنـي بقوله: { مِنْ بـينَ يَدَيْهِ } من قدّام هذا الـمستـخفـي بـاللـيـل والسارب بـالنهار، { وَمَنْ خَـلْفِهِ }: من وراء ظهره. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور، يعنـي ابن زاذان، عن الـحسن فـي هذه الآية: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بَـينَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: الـملائكة.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إبراهيـم بن عبد السلام بن صالـح القُشَيريّ، قال: ثنا علـيّ بن جرير، عن حماد بن سلـمة، عن عبد الـحميد بن جعفر، عن كنانة العدويّ، قال: دخـل عثمان بن عفَّـان علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرنـي عن العبد كم معه من ملَك؟ قال: "مَلَكٌ علـى يَـمِينِكَ علـى حَسَناتِكَ، وَهُوَ أمِيرٌ علـى الَّذِي علـى الشّمالِ، فإذَا عَمِلْتَ حَسَنَةً كُتِبَتْ عَشْراً، وَإذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً قالَ الَّذِي علـى الشّمالِ للَّذِي علـى الـيَـمِينِ: اكْتُبْ قالَ: لا لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللّهَ وَيَتُوبُ، فإذَا قالَ ثَلاثاً، قالَ: نَعَمْ اكْتُبْ أرَاحَنا اللّهُ مِنْهُ، فَبِئْسَ القَرِينُ، ما أقَلَّ مُرَاقَبَتَهُ لِلّهِ، وأقَلَّ اسْتِـحْياءَهُ مِنَّا يَقُولُ اللّهُ: { ما يَـلْفِظَ مِنْ قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِـيبٌ عَتِـيدٌ }. وَمَلَكانِ مِنْ بـينِ يَدَيْكِ وَمِنْ خَـلْفكَ، يَقُولُ اللّهُ: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } وَمَلَكٌ قابِضٌ علـى ناصِيَتَكَ، فإذَا تَوَاضَعْتَ لِلّهِ رَفَعَكَ، وإذَا تَـجَبَّرْتَ علـى اللّهِ قَصَمَك. ومَلَكانِ علـى شَفَتَـيْكَ لَـيْس يَحْفَظانِ عَلَـيْكَ إلاَّ الصَّلاةَ علـى مُـحَمَّد وَمَلَكٌ قائمٌ علـى فِـيكَ لا يَدَعُ الـحَيَّةَ تَدْخُـلُ فِـي فِـيكَ وَمَلَكانِ علـى عَيْنَـيْكَ. فَهُؤلاءِ عَشْرَةُ أمْلاكٍ علـى كُلّ آدَميّ، يَنْزِلُونَ مَلائِكَةُ اللَّـيْـلِ علـى مَلاَئِكَةِ النَّهارِ، (لأن ملائكة اللـيـل سوى ملأئكة النهار) فَهَؤُلاءِ عِشْرُونَ مَلَكاً علـى كُلّ آدَمِيّ، وَإبْلِـيسُ بـالنَّهارِ وَوَلَدُهُ بـاللَّـيْـلِ" .

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } الـملائكة { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ الله }.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.

قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عبد الـملك، عن قـيس، عن مـجاهد، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ } قال: مع كلّ إنسان حفظة يحفظونه من أمر الله.

قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَديْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } فـالـمعقبـات هنّ من أمر الله، وهي الـملائكة.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن إسرائيـل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبـاس: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: ملائكة يحفظونه من بـين يديه ومن خـلفه، فإذا جاء قدره خَـلَّوا عنه.

حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيـل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } فإذا جاء القدر خَـلَّوا عنه.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيـم فـي هذه الآية، قال: الـحَفَظة.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن منصور، عن إبراهيـم: { لَهُ مُعَقبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: ملائكة.

حدثنا أحمد بن حازم، قال: ثنا يَعْلـى، قال: ثنا إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } قال: ملائكة اللـيـل يَعقُبون ملائكة النهار.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } هذه ملائكة اللـيـل يتعاقبون فـيكم بـاللـيـل والنهار، وذُكر لنا أنهم يجتـمعون عند صلاة العصر وصلاة الصبح. وفـي قراءة أبـيّ بن كعب: «له معقِّبـات من بـين يديه ورقـيب من خـلفه يحفظونه من أمر الله».

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: { لَهُ مَعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ } قال: ملائكة يتعاقبونه.

حدثنا القاسم، قال ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: الـملائكة. قال ابن جريج: معقَّبـات: قال: الـملائكة تَعَاقبُ اللـيـل والنهار. وبلغَنَا أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يجتـمعون فـيكم عند صلاة العصر وصلاة الصبح" وقوله: { مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَه } قال ابن جريج: مثل قوله: { عَنِ الـيَـمينِ وَعَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ } قال: الـحسنات من بـين يديه والسيئات من خـلفه، الذي عن يـمينه يكتب الـحسناتِ والذي عن شماله يكتب السيئات.

حدثنا سَوّار بن عبد الله، قال: ثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان، قال: سمعت لـيثاً يحدّث عن مـجاهد أنه قال: ما من عبد إلا له ملَك مُوَكَّلٌ يِحفِظه فـي نونه ويقظته من الـجنّ والإنس والهوامّ، فما منها شيء يأتـيه يريده إلا قال: وراءَك، إلا شيئاً يأذن الله فـيه فـيصيبه.

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بَـيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: يعنـي الـملائكة.

وقال آخرون: بل عنـي بـالـمعقِّبـات فـي هذا الـموضع: الـحرس الذي يتعاقب علـى الأمير. ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو هشام الرفـاعيّ، قال: ثنا ابن يـمان، قال: ثنا سفـيان عن حبـيب بن أبـي ثابت، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمنْ خَـلْفهِ } قال: ذلك مَلِك من ملوك الدنـيا له حرس من دونه حرس.

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } يعنـي: ولـيّ السلطان يكون علـيه الـحرس.

حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن شَرْقـيّ أنه سمع عكرمة يقول فـي هذه الآية: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: هؤلاء الأمراء.

حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا عمرو بن نافع، قال: سمعت عكرمة يقول: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: الـمواكب من بـين يديه ومن خـلفه.

حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: ثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بَـيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: هو السلطان الـمـحروس من أمر الله، وهم أهل الشرك.

وأولـى التأويـلـين فـي ذلك بـالصواب، قول من قال: الهاء فـي قوله:{ لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } من ذكر «من» التـي فـي قوله: { { وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بـاللَّـيْـلِ } وأن الـمعقبـات من بـين يديه ومن خـلفه، هي حَرَسه وجَلاَوِزته كما قال ذلك مَن ذكرنا قوله.

وإنـما قلنا: ذلك أولـى التأويـلـين بـالصواب لأن قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } أقرب إلـى قوله: { { وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بـاللَّـيْـلِ } منه إلـى عالـم الغيب، فهي لقربها منه أولـى بأن تكون من ذكره، وأن يكون الـمعنىّ بذلك هذا، مع دلالة قول الله: { وَإذَا أرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ } علـى أنهم الـمعِنـيُّون بذلك. وذلك أنه جلّ ثناؤه ذكر قوماً أهل معصية له وأهل ريبة، يستـخفون بـاللـيـل ويظهرون بـالنهار، ويـمتنعون عند أنفسهم بحرس يحرسهم، ومَنَعَة تـمنعهم من أهل طاعته أن يحولوا بـينهم وبـين ما يأتون من معصية الله، ثم أخبر أن الله تعالـى ذكره إذا أراد بهم سوءاً لـم ينفعهم حرسهم، ولا يدفع عنهم حفظهم.

وقوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل هذا الـحرف علـى نـحو اختلافهم فـي تأويـل قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } فمن قال: الـمعقبـات هي الـملائكة، قال: الذين يحفظونه من أمر الله هم أيضاً الـملائكة ومن قال: الـمعقبـات هي الـحرس والـجلاوزة من بنـي آدم، قال: الذين يحفظونه من أمر الله هم أولئك الـحرس.

واختلفوا أيضاً فـي معنى قوله: { مِنْ أمْرِ اللّهِ } فقال بعضهم: حِفْظهم إياه من أمره. وقال بعضهم: يحفظونه من أمر الله بأمر الله. ذكر من قال: الذين يحفظونه هم الـملائكة، ووَجَّهَ قوله: { بأمر الله } إلـى معنى أن حفظها إياه من أمر الله:

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } يقول: بإذن الله، فـالـمعقبـات: هي من أمر الله، وهي الـملائكة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبـير: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـملائكة: الـحَفَظَة، وحِفْظُهم إياه من أمر الله.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا مـحمد بن عبـيد، قال: ثنـي عبد الـملك، عن ابن عبـيد الله، عن مـجاهد، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـحَفَظَة هم من أمر الله.

قال: ثنا علـيّ، يعنـي ابن عبد الله بن جعفر، قال: ثنا سفـيان، عن عمرو، عن ابن عبـاس: { لَه مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ } رُقبـاء { وَمِنْ خَـلْفِهِ } منْ أمْر اللّهِ { يَحْفَظُونَهُ }.

قال: ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن الـجارود، عن ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ } رقـيب { وَمِنْ خَـلْفِهِ }.

حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيـل، عن خَصِيف، عن مـجاهد: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـملائكة من أمر الله.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ الله } قال: الـملائكة من أمر الله.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيـم: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـحَفَظة. ذكر من قال: عنى بذلك يحفظونه بأمر الله:

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ }: أي بأمر الله.

حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ }، وفـي بعض القراءات: «بأمر الله».

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عبد الـملك، عن قـيس، عن مـجاهد فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: مع كلّ إنسان حفظة يحفظونه من أمر الله. ذكر من قال: تـحفظه الـحرس من بنـي آدم من أمر الله:

حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنا أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } يعنـي: ولـيّ السلطان يكون علـيه الـحرس، يحفظونه من بـين يديه ومن خـلفه. يقول الله عزّ وجلّ: يحفظونه من أمري، فإنـي إذا أردت بقوم سوءاً فلا مردّ له وما لهم من دونه من والٍ.

حدثنـي أبو هريرة الضبعيّ، قال: ثنا أبو قتـيبة، قال: ثنا سعيد، عن شَرْقـيّ، عن عكرمة: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـجلاوزة.

وقال آخرون: معنى ذلك: يحفظونه من أمر الله، وأمر الله الـجنّ، ومن يبغي أذاه ومكروهه قبل مـجيء قضاء الله، فإذا جاء قضاؤه خَـلَّوا بـينه وبـينه. ذكر من قال ذلك:

حدثنـي أبو هريرة الضُّبَعيّ، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا ورقاء، عن منصور، عن طلـحة، عن إبراهيـم: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: من الـجنّ.

حدثنا سَوّار بن عبد الله، قال: ثنا الـمعتـمر، قال: سمعت لـيثا يحدّث عن مـجاهد أنه قال: ما من عبد إلا له ملَك موكل يحفظه فـي نومه ويقظته من الـجنّ والإنس والهوامّ، فما منهم شيء يأتـيه يريده إلا قال: وراءَك، إلا شيئاً يأذن الله فـيصيبه.

حدثنا الـحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيـل بن عياش، عن مـحمد بن زياد الألهانـيّ، عن يزيد بن شُرَيح عن كعب الأحبـار، قال: لو تـجَّلـى لابن آدم كلُّ سهل وحَزْن، لرأى علـى كلّ شيء من ذلك شياطين، لولا أن الله وَكل بكم ملائكة يذُبُّون عنكم فـي مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذنْ لتُـخُطِّفتـم.

حدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، قال: ثنا عمارة بن أبـي حفصة، عن أبـي مُـجَلِّز، قال: جاء رجل من مُراد إلـى علـيّ رضي الله عنه، وهو يصِّلـي، فقال: احترس، فإن ناساً من مُراد يريدون قتلك فقال: إن مع كل رجل مَلَكين يحفظانه مـما لـم يقدّر، فإذا جاء القدر خَـلـيَّا بـينه وبـينه، وإن الأجل جنة حصينة.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا عبد الوهاب، عن الـحسن بن ذَكوان، عن أبـي غالب، عن أبـي أُمامة قال: ما من آدميّ إلا ومعه مَلَك موكَّل يذود عنه حتـى يُسْلِـمه للذي قُدِّر له.

وقال آخرون: معنى ذلك: يحفظونه علـيه من الله. ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْر الله } قال: يحفظون علـيه من الله.

قال أبو جعفر: يعنـي ابن جريج بقوله: يحفظون علـيه الـملائكة الـموكَّلة بـابن آدم، بحفظ حسناته وسيئاته، وهي الـمعَّقبـات عندنا، تـحفظ علـى ابن آدم حسناته وسيئاته من أمر الله. وعلـى هذا القول يجب أن يكون معنى قوله: { مِنْ أمْر الله } أن الـحفظة من أمر الله، أو تـحفظ بأمر الله، ويجب أن تكون الهاء التـي فـي قوله: { يَحْفَظُونَهُ } وحدت وذكرت، وهي مراد بها الـحسنات والسيئات، لأنها كناية عن ذكر من الذي هو مستـخف بـاللـيـل وسارب بـالنهار، وأن يكون الـمستـخفـي بـاللـيـل أقـيـم ذكره مقام الـخبر عن سيئاته وحسناته، كما قـيـل: { { وَاسْئَل القَرْيَة التـي كُنَّا فِـيها والعِيرَ التـي أقْبَلْنا فِـيها } .

وكان عبد الرحمن بن زيد يقول فـي ذلك خلاف هذه الأقوال كلها:

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { { وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بـاللَّـيْـلِ وَسارِبٌ بـالنَّهارِ } قال: أتـى عامرُ بن الطفـيـل، وأربد بن ربـيعة إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عامر: ما تـجعل لـي إن أنا اتبعتك؟ قال: "أنْتَ فـارِسٌ أُعْطِيكَ أعِنَّة الـخَيْـلِ" قال: لا. قال: "فَمَا تَبِغِي؟" قال: لـي الشرقُ ولك الغرب. قال: "لا" . قال: فلـي الوَبَر ولك الـمدَر. قال: "لا" قال: لأملأنها علـيك إذا خيلاً ورجالاً، قال: "يَـمْنَعُكَ اللّهُ ذَاكَ وَأبْناء قِـيْـلة" يريد الأوس والـخزرج. قال: فخرجا، فقال عامر لأربد: إنْ كان الرجل لنا لـمـمكناً لو قتلناه ما انتطحت فـيه عنزان ولرضُوا بأن نعقله لهم وأحبوا السلـم وكرهوا الـحرب إذا رأوا أمراً قد وقع. فقال الآخر: إن شئت فتشاورا، وقال: ارجع وأنا أشغله عنك بـالـمـجادلة، وكن وراءه فـاضربه بـالسيف ضربة واحدة فكانا كذلك، واحد وراء النبـي صلى الله عليه وسلم، والآخر قال: اقصص علـينا قصصك، قال: ما يقول قرآنك؟ فجعل يجادله ويستبطئه حتـى قال: مالك أحْشمت؟ قال: وضعت يدي علـى قائم سيفـي فـيبست، فما قدرت علـى أن أُحْلـي وَلا أُمِرّ ولا أحرّكها. قال: فخرجا فلـما كانا بـالـحرّة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، فخرجا إلـيهما، علـى كل واحد منهما لأمته وَرُمـحه بـيده وهو متقلد سيفه، فقالا لعامر بن الطفـيـل: يا أعور يا خبـيث يا أملـخ، أنت الذي تشترط علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لولا أنك فـي أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رُمت الـمنزل حتـى ضربت عنقك، ولكن لا تستبقـينّ وكان أشدّ الرجلـين علـيه أسيد بن الـحُضَير، فقال: من هذا؟ فقالوا: أسيد بن حضير)، فقال: لو كان أبوه حيًّا لـم يفعل بـي هذا. ثم قال لأربد: اخرج أنت يا أربد إلـى ناحية عَذبة، وأخرج أنا إلـى نـجد، فنـجمع الرجال فنلتقـي علـيه. فخرج أربد حتـى إذا كان بـالرقم بعث الله سحابة من الصيف فـيها صاعقة فأحرقته. قال: وخرج عامر، حتـى إذا كان بواد يقال له الـجرير، أرسل الله علـيه الطاعون، فجعل يصيح: يا آل عامر، أغدة كغدة البكر تقتلنـي، يا آل عامر أغدة كغدة البكر تقتلنـي، وموتٌ أيضاً فـي بـيت سَلُولـية وهي امرأة من قـيس، فذلك قول الله: { { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } فقرأ حتـى بلغ: { يَحْفَظُونَهُ } تلك الـمعقبـات من أمر الله، هذا مقدّم ومؤخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم معقبـات يحفظونه من بـين يديه ومن خـلفه تلك الـمعقبـات من أمر الله. وقال لهذين: { { إنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حتـى يُغَيِّروا ما بأنْفُسِهِمْ } فقرأ حتـى بلغ: { { وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِق فَـيُصيبُ بها مَنْ يَشاءُ } ... الآية، فقرأ حتـى بلغ: { { وَما دُعاءُ الكافرينَ إلاَّ فِـي ضَلالٍ } . قال وقال لبـيد فـي أخيه أربد، وهو يبكيه:

أخْشَى علـى أرْبَدَ الـحُتُوفَ ولاأرْهَبُ نَوْءَ السِّماك والأسَدِ
فَجِّعَنـي الرَّعْدُ والصَّوَاعقُ بـالـفـارسِ يومَ الكَرِيَهةِ النَّـجُدِ

قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله ابن زيد فـي تأويـل هذه الآية قول بعيد من تأويـل الآية مع خلافه أقوال من ذكرنا قوله من أهل التأويـل، وذلك أنه جعل الهاء فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولـم يجر له فـي الآية التـي قبلها ولا فـي التـي قبل الأخرى ذكر، إلا أن يكون أراد أن يردّها علـى قوله: { { إنَّـمَا أنْتَ مُنْذِرٌ وَلكُلّ قَوْمٍ هادٍ لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } فإن كان أراد ذلك، فذلك بعيد لـما بـينهما من الآيات بغير ذكر الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان كذلك، فكونها عائدة علـى «مَن» التـي فـي قوله: { { وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بـاللَّـيْـلِ } أقرب، لأنه قبلها والـخبر بعدها عنه. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويـل الكلام: سواء منكم أيها الناس من أسرّ القول ومن جهر به عند ربكم، ومن هو مستـخف بفسقه وريبته فـي ظلـمة اللـيـل، وسارب: يذهب ويجيء فـي ضوء النهار مـمتنعاً بجنده وحرسه الذين يتعقبونه من أهل طاعة الله أن يحولوا بـينه وبـين ما يأتـي من ذلك، وأن يقـيـموا حدّ الله علـيه، وذلك قوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ }. وقوله: { إنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حتـى يُغَيِّرُوا ما بأنْفُسِهِمْ } يقول تعالـى ذكره: إن الله لا يغير ما بقوم من عافـية ونعمة فـيزيـل ذلك عنهم ويهلكهم حتـى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلـم بعضهم بعضاً واعتداء بعضهم علـى بعض، فتـحلّ بهم حينئذٍ عقوبته وتغيـيره. وقوله: { وَإذَا أرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ } يقول: وإذا أراد الله بهؤلاء الذين يستـخفون بـاللـيـل ويسربون بـالنهار، لهم جند ومنعة من بـين أيديهم ومن خـلفهم، يحفظونهم من أمر الله هلاكاً وخزياً فـي عاجل الدنـيا { فلا مَرَدَّ لَهُ } يقول: فلا يقدر علـى ردّ ذلك عنهم أحد غير الله. يقول تعالـى ذكره: { وَما لَهُمْ مِنْ دُونِه مِنْ وَالٍ } يقول: وما لهؤلاء القوم، والهاء والـميـم فـي «لهم» من ذكر القوم الذين فـي قوله: { وَإذَا أرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً }. { مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ وَالٍ } يعنـي: من وال يـلـيهم ويـلـي أمرهم وعقوبهم. وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب يقول: السوء: الهلكة، ويقول: كلّ جذام وبرص وعمى وبلاء عظيـم فهو سُوء مضموم الأوّل، وإذا فتـح أوله فهو مصدر سؤت، ومنه قولهم: رجل سوء.

واختلف أهل العربـية فـي معنى قوله: { { وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بـاللَّـيْـل وَساربٌ بالنَّهار } فقال بعض نـحويـي أهل البصرة: معنى قوله: { { وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بالليْل } ومن هو ظاهر بالليل، من قولهم: أخَفَـيْت الشيء: إذا أظهرته، وكما قال امرؤ القـيس:

فإنْ تَكْتُـمُوا الدَّاءَ لا نَـخْفِهِوإنْ تَبْعَثُوا الـحَرْبَ لا نَقْعُدِ

وقال: وقد قرىء { { أكادُ أخْفِـيها } بـمعنى: أظهرها. وقال فـي قوله: { وَساربٌ بـالنهار } السارب: هو الـمتواري، كأنه وجَّهه إلـى أنه صار فـي السَّرَب بـالنهار مستـخفـياً. وقال بعض نـحويـي البصرة والكوفة: إنـما معنى ذلك: ومن هو مستـخف: أي مستتر بـاللـيـل من الاستـخفـاء، وسارب بـالنهار: وذاهب بـالنهار، من قولهم: سربت الإبل إلـى الـمراعي، وذلك ذهابها إلـى الـمراعي وخروجها إلـيها. وقـيـل: إن السروب بـالعشيّ والسروح بـالغداة.

واختلفوا أيضاً فـي تأنـيث معقبـات، وهي صفة لغير الإناث، فقال بعض نـحويـي البصرة: إنـما أنثت لكثرة ذلك منها، نـحو: نسابة وعلامة، ثم ذكِّر لأن الـمعنى مذكر، فقال: يحفظونه. وقال بعض نـحويـي الكوفة: إنـما هي ملائكة معقبة، ثم جمعت معقبـات، فهو جمع جمع، ثم قـيـل: يحفظونه، لأنه للـملائكة. وقد تقدّم قولنا فـي معنى الـمستـخفـي بـاللـيـل والسارب بـالنهار. وأما الذي ذكرناه عن نـحويـي البصريـين فـي ذلك فقول وإن كان له فـي كلام العرب وجه خلافٌ لقول أهل التأويـل، وحسبه من الدلالة علـى فساده خروجه عن قول جميعهم. وأما الـمعقبـات، فإن التعقـيب فـي كلام العرب العود بعد البدء والرجوع إلـى الشيء بعد الانصراف عنه، من قول الله تعالـى: { { وَلَّـى مُدْبِراً ولَـمْ يُعَقِّبْ } }: أي لـم يرجع، وكما قال سلامة بن جندل:

وكَرُّنا الـخَيْـلَ فـي آثارهم رُجُعاًكُسَّ السَّنابِك مِنْ بدْءٍ وتَعقِـيب

يعني: فـي غزو ثان عقبوا وكما قال طرفة:

وَلَقَدْ كُنْتُ عَلَـيْكَمْ عاتِبـاًفَعَقَبْتُـمْ بِذَنُوبٍ غَيْر مُرّ

يعنـي بقوله: عقبتـم: رجعتـم، وأتاها التأنـيث عندنا، وهي من صفة الـحرس الذي يحرسون الـمستـخفـي بـاللـيـل والسارب بـالنهار، لأنه عُنـي بها حرس معقبة، ثم جمعت الـمعقبة، فقـيـل: معقبـات، فذلك جمع جمع الـمعقب، والـمعقب: واحد الـمعقبة، كما قال لبـيد:

حتـى تهَجَّرَ فـي الرَّواح وَهاجَهاطَلَبَ المُعَقِّبِ حَقَّهُ الـمَظْلُومُ

والمعقبات جمعها، ثم قال: يحفظونه، فردّ الـخبر إلـى تذكير الحرس والجند.

وأما قوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } فإن أهل العربـية اختلفوا فـي معناه، فقال بعض نـحويـي الكوفة معناه: له معقبـات من أمر الله يحفظونه، ولـيس من أمره إنـما هو تقديـم وتأخير. قال: ويكون يحفظونه ذلك الـحفظ من أمر الله وبإذنه، كما تقول للرجل: أجبتك من دعائك إياي، وبدعائك إياي. وقال بعض نـحويـي البصريـين: معنى ذلك: يحفظونه عن أمر الله، كما قالوا: أطعمنـي من جوع وعن جوع، وكسانـي عن عُرْي ومن عُرْي.

وقد دللنا فـيـما مضى علـى أن أولـى القول بتأويـل ذلك أن يكون قوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } من صفة حرس هذا الـمستـخفـي بـاللـيـل وهي تـحرسه ظنًّا منها أنها تدفع عنه أمر الله، فأخبر تعالـى ذكره أن حرسه ذلك لا يغنـي عنه شيئاً إذا جاء أمره، فقال: { وَإذَا أرَادَ اللّهُ بَقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ }.