حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } الـملائكة { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ الله }. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.
قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عبد الـملك، عن قـيس، عن مـجاهد، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ } قال: مع كلّ إنسان حفظة يحفظونه من أمر الله.
قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَديْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } فـالـمعقبـات هنّ من أمر الله، وهي الـملائكة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن إسرائيـل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبـاس: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: ملائكة يحفظونه من بـين يديه ومن خـلفه، فإذا جاء قدره خَـلَّوا عنه.
حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيـل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } فإذا جاء القدر خَـلَّوا عنه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيـم فـي هذه الآية، قال: الـحَفَظة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن منصور، عن إبراهيـم: { لَهُ مُعَقبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: ملائكة.
حدثنا أحمد بن حازم، قال: ثنا يَعْلـى، قال: ثنا إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } قال: ملائكة اللـيـل يَعقُبون ملائكة النهار.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } هذه ملائكة اللـيـل يتعاقبون فـيكم بـاللـيـل والنهار، وذُكر لنا أنهم يجتـمعون عند صلاة العصر وصلاة الصبح. وفـي قراءة أبـيّ بن كعب: «له معقِّبـات من بـين يديه ورقـيب من خـلفه يحفظونه من أمر الله».
حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: { لَهُ مَعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ } قال: ملائكة يتعاقبونه.
حدثنا القاسم، قال ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: الـملائكة. قال ابن جريج: معقَّبـات: قال: الـملائكة تَعَاقبُ اللـيـل والنهار. وبلغَنَا أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال:
وقوله: { مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَه } قال ابن جريج: مثل قوله: { عَنِ الـيَـمينِ وَعَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ } قال: الـحسنات من بـين يديه والسيئات من خـلفه، الذي عن يـمينه يكتب الـحسناتِ والذي عن شماله يكتب السيئات. حدثنا سَوّار بن عبد الله، قال: ثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان، قال: سمعت لـيثاً يحدّث عن مـجاهد أنه قال: ما من عبد إلا له ملَك مُوَكَّلٌ يِحفِظه فـي نونه ويقظته من الـجنّ والإنس والهوامّ، فما منها شيء يأتـيه يريده إلا قال: وراءَك، إلا شيئاً يأذن الله فـيه فـيصيبه.
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بَـيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: يعنـي الـملائكة.
وقال آخرون: بل عنـي بـالـمعقِّبـات فـي هذا الـموضع: الـحرس الذي يتعاقب علـى الأمير. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو هشام الرفـاعيّ، قال: ثنا ابن يـمان، قال: ثنا سفـيان عن حبـيب بن أبـي ثابت، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمنْ خَـلْفهِ } قال: ذلك مَلِك من ملوك الدنـيا له حرس من دونه حرس.
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } يعنـي: ولـيّ السلطان يكون علـيه الـحرس.
حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن شَرْقـيّ أنه سمع عكرمة يقول فـي هذه الآية: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: هؤلاء الأمراء.
حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا عمرو بن نافع، قال: سمعت عكرمة يقول: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: الـمواكب من بـين يديه ومن خـلفه.
حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: ثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بَـيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: هو السلطان الـمـحروس من أمر الله، وهم أهل الشرك.
وأولـى التأويـلـين فـي ذلك بـالصواب، قول من قال: الهاء فـي قوله:{ لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } من ذكر «من» التـي فـي قوله:
منه إلـى عالـم الغيب، فهي لقربها منه أولـى بأن تكون من ذكره، وأن يكون الـمعنىّ بذلك هذا، مع دلالة قول الله: { وَإذَا أرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ } علـى أنهم الـمعِنـيُّون بذلك. وذلك أنه جلّ ثناؤه ذكر قوماً أهل معصية له وأهل ريبة، يستـخفون بـاللـيـل ويظهرون بـالنهار، ويـمتنعون عند أنفسهم بحرس يحرسهم، ومَنَعَة تـمنعهم من أهل طاعته أن يحولوا بـينهم وبـين ما يأتون من معصية الله، ثم أخبر أن الله تعالـى ذكره إذا أراد بهم سوءاً لـم ينفعهم حرسهم، ولا يدفع عنهم حفظهم. وقوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل هذا الـحرف علـى نـحو اختلافهم فـي تأويـل قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ } فمن قال: الـمعقبـات هي الـملائكة، قال: الذين يحفظونه من أمر الله هم أيضاً الـملائكة ومن قال: الـمعقبـات هي الـحرس والـجلاوزة من بنـي آدم، قال: الذين يحفظونه من أمر الله هم أولئك الـحرس.
واختلفوا أيضاً فـي معنى قوله: { مِنْ أمْرِ اللّهِ } فقال بعضهم: حِفْظهم إياه من أمره. وقال بعضهم: يحفظونه من أمر الله بأمر الله. ذكر من قال: الذين يحفظونه هم الـملائكة، ووَجَّهَ قوله: { بأمر الله } إلـى معنى أن حفظها إياه من أمر الله:
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } يقول: بإذن الله، فـالـمعقبـات: هي من أمر الله، وهي الـملائكة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبـير: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـملائكة: الـحَفَظَة، وحِفْظُهم إياه من أمر الله.
حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا مـحمد بن عبـيد، قال: ثنـي عبد الـملك، عن ابن عبـيد الله، عن مـجاهد، فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـحَفَظَة هم من أمر الله.
قال: ثنا علـيّ، يعنـي ابن عبد الله بن جعفر، قال: ثنا سفـيان، عن عمرو، عن ابن عبـاس: { لَه مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ } رُقبـاء { وَمِنْ خَـلْفِهِ } منْ أمْر اللّهِ { يَحْفَظُونَهُ }.
قال: ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن الـجارود، عن ابن عبـاس: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ } رقـيب { وَمِنْ خَـلْفِهِ }.
حدثنـي الـحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيـل، عن خَصِيف، عن مـجاهد: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـملائكة من أمر الله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ الله } قال: الـملائكة من أمر الله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيـم: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـحَفَظة. ذكر من قال: عنى بذلك يحفظونه بأمر الله:
حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ }: أي بأمر الله.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ }، وفـي بعض القراءات: «بأمر الله».
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عبد الـملك، عن قـيس، عن مـجاهد فـي قوله: { لَهُ مُعَقِّبـاتٌ مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَـلْفِهِ } قال: مع كلّ إنسان حفظة يحفظونه من أمر الله. ذكر من قال: تـحفظه الـحرس من بنـي آدم من أمر الله:
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنا أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } يعنـي: ولـيّ السلطان يكون علـيه الـحرس، يحفظونه من بـين يديه ومن خـلفه. يقول الله عزّ وجلّ: يحفظونه من أمري، فإنـي إذا أردت بقوم سوءاً فلا مردّ له وما لهم من دونه من والٍ.
حدثنـي أبو هريرة الضبعيّ، قال: ثنا أبو قتـيبة، قال: ثنا سعيد، عن شَرْقـيّ، عن عكرمة: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: الـجلاوزة.
وقال آخرون: معنى ذلك: يحفظونه من أمر الله، وأمر الله الـجنّ، ومن يبغي أذاه ومكروهه قبل مـجيء قضاء الله، فإذا جاء قضاؤه خَـلَّوا بـينه وبـينه. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي أبو هريرة الضُّبَعيّ، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا ورقاء، عن منصور، عن طلـحة، عن إبراهيـم: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللّهِ } قال: من الـجنّ.
حدثنا سَوّار بن عبد الله، قال: ثنا الـمعتـمر، قال: سمعت لـيثا يحدّث عن مـجاهد أنه قال: ما من عبد إلا له ملَك موكل يحفظه فـي نومه ويقظته من الـجنّ والإنس والهوامّ، فما منهم شيء يأتـيه يريده إلا قال: وراءَك، إلا شيئاً يأذن الله فـيصيبه.
حدثنا الـحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيـل بن عياش، عن مـحمد بن زياد الألهانـيّ، عن يزيد بن شُرَيح عن كعب الأحبـار، قال: لو تـجَّلـى لابن آدم كلُّ سهل وحَزْن، لرأى علـى كلّ شيء من ذلك شياطين، لولا أن الله وَكل بكم ملائكة يذُبُّون عنكم فـي مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذنْ لتُـخُطِّفتـم.
حدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، قال: ثنا عمارة بن أبـي حفصة، عن أبـي مُـجَلِّز، قال: جاء رجل من مُراد إلـى علـيّ رضي الله عنه، وهو يصِّلـي، فقال: احترس، فإن ناساً من مُراد يريدون قتلك فقال: إن مع كل رجل مَلَكين يحفظانه مـما لـم يقدّر، فإذا جاء القدر خَـلـيَّا بـينه وبـينه، وإن الأجل جنة حصينة.
حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا عبد الوهاب، عن الـحسن بن ذَكوان، عن أبـي غالب، عن أبـي أُمامة قال: ما من آدميّ إلا ومعه مَلَك موكَّل يذود عنه حتـى يُسْلِـمه للذي قُدِّر له.
وقال آخرون: معنى ذلك: يحفظونه علـيه من الله. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج: { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْر الله } قال: يحفظون علـيه من الله.
قال أبو جعفر: يعنـي ابن جريج بقوله: يحفظون علـيه الـملائكة الـموكَّلة بـابن آدم، بحفظ حسناته وسيئاته، وهي الـمعَّقبـات عندنا، تـحفظ علـى ابن آدم حسناته وسيئاته من أمر الله. وعلـى هذا القول يجب أن يكون معنى قوله: { مِنْ أمْر الله } أن الـحفظة من أمر الله، أو تـحفظ بأمر الله، ويجب أن تكون الهاء التـي فـي قوله: { يَحْفَظُونَهُ } وحدت وذكرت، وهي مراد بها الـحسنات والسيئات، لأنها كناية عن ذكر من الذي هو مستـخف بـاللـيـل وسارب بـالنهار، وأن يكون الـمستـخفـي بـاللـيـل أقـيـم ذكره مقام الـخبر عن سيئاته وحسناته، كما قـيـل: