التفاسير

< >
عرض

لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ
١٢٧
-آل عمران

جامع البيان في تفسير القرآن

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: ولقد نصركم الله ببدر { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ويعنـي بـالطرف: الطائفة والنفر. يقول تعالـى ذكره: ولقد نصركم الله ببدر كيما يهلك طائفة من الذين كفروا بـالله ورسوله فجحدوا وحدانـية ربهم ونبوّة نبـيهم مـحمد صلى الله عليه وسلم. كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } فقطع الله يوم بدر طرفـاً من الكفـار، وقتل صناديدهم ورؤساءهم، وقادتهم فـي الشرّ.

حُدثت عن عمار، عن ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، نـحوه.

حدثنـي مـحمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الـحنفـي، عن عبـاد، عن الـحسن فـي قوله: { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }... الآية كلها، قال: هذا يوم بدر، قطع الله طائفة منهم، وبقـيت طائفة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي لـيقطع طرفـاً من الـمشركين بقتل ينتقم به منهم.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما النصر إلا من عند الله لـيقطع طرفـاً من الذين كفروا، وقال: إنـما عنى بذلك من قتل بـأُحد. ذكر من قال ذلك:

حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السدي، قال: ذكر الله قتلـى الـمشركين، يعنـي بـأُحد، وكانوا ثمانـية عشر رجلاً، فقال: { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ثم ذكر الشهداء فقال: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوٰتاً }... الآية.

وأما قوله: { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } فإنه يعنـي بذلك أو يخزيهم بـالـخيبة بـما رجوا من الظفر بكم. وقد قـيـل: إن معنى قوله: { أَوْ يَكْبِتَهُمْ }: أو يصرعهم لوجوههم، ذكر بعضهم أنه سمع العرب تقول: كَبَتَه الله لوجهه، بـمعنى صرعه الله.

فتأويـل الكلام: ولقد نصركم الله ببدر، لـيهلك فريقاً من الكفـار بـالسيف، أو يخزيهم بخيبتهم مـما طمعوا فـيه من الظفر، { فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ } يقول: فـيرجعوا عنكم خائبـين لـم يصيبوا منكم شيئاً ما رجوا أن ينالوه منكم. كما:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: { أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ } أو يردّهم خائبـين، أو يرجع من بقـي منهم خائبـين، لـم ينالوا شيئاً مـما كانوا يأملون.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } يقول: يخزيهم فـينقلبوا خائبـين.

حدثت عن عمار، عن ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، مثله.