التفاسير

< >
عرض

يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٧١
-آل عمران

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول جل ثناؤه: { يَسْتَبْشِرُونَ } يفرحون، { بِنِعْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ } يعنـي بـما حباهم به تعالى ذكره من عظيـم كرامته عند ورودهم عليه، { وَفَضَّلَ } يقول: وبما أسبغ عليهم من الفضل وجزيل الثواب على ما سلف منهم من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد أعدائه. { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }. كما:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن أبـي إسحاق: { يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ }... الآية، لـما عاينوا من وفـاء الـموعود وعظيْـم الثواب.

واختلف القراء فـي قراءة قوله: { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }، فقرأ ذلك بعضهم بفتـح الألف من «أنَّ» بـمعنى: يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وبأن الله لا يضيع أجر الـمؤمنـين. وبكسر الألف علـى الاستئناف؛ واحتـج من قرأ ذلك كذلك بأنها فـي قراءة عبد الله: «وفَضْلٍ واللَّهُ لا يُضِيعُ أجْر الـمُؤْمِنِـينَ» قالوا: فذلك دلـيـل علـى أن قوله: «وإِنَّ الله» مستأنف غير متصل بـالأول.

ومعنى قوله: { لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }: لا يبطل جزاء أعمال من صدق رسوله واتبعه وعمل بـما جاءه من عند الله.

وأولـى القراءتـين بـالصواب قراءة من قرأ ذلك: { وَأَنَّ ٱللَّهَ } بفتـح الألف، لإجماع الـحجة من القراء علـى ذلك.