التفاسير

< >
عرض

فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٧٧
-الأعراف

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالى ذكره: فعقرت ثمود الناقة التي جعلها الله لهم آية. { وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبِّهِمْ } يقول: تكبروا وتجبروا عن اتباع الله، واستعلَوْا عن الحقّ. كما:

حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { وَعَتَوْا } علوّاً عن الحقّ لا يبصرونه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد: { عَتَوْا عَنْ أمْر رَبِّهِمْ }: علوًّا في الباطل.

حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا أبو سعد، عن مجاهد في قوله: { وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبِّهِمْ } قال: عتوا في الباطل وتركوا الحقّ.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: { وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبِّهِمْ } قال: علوًّا في الباطل.

وهو من قولهم: جبار عات: إذا كان عالياً في تجبره. { وَقالُوا يا صَالِحُ ائْتِنا بِمَا تَعِدُنا } يقول: قالوا: جئنا يا صالح بما تعدنا من عذاب الله ونقمته استعجالاً منهم للعذاب { إنْ كُنْتَ مِنَ المُرْسَلِينَ } يقول: إن كنت لله رسولاً إلينا، فإن الله ينصر رسله على أعدائه. فعجل ذلك لهم كما استعجلوه، يقول جلّ ثناؤه: { فَأخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ }.