التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١١
-يونس

أصله { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } تعجيله لهم الخير، فوضع { ٱسْتِعْجَالَهُم بِٱلْخَيْرِ } موضع تعجيله لهم الخير إشعاراً بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كأنّ استعجالهم بالخير تعجيل لهم، والمراد أهل مكة. وقولهم: فأمطر علينا حجارة من السماء، يعني: ولو عجلنا لهم الشرّ الذي دعوا به كما نعجل لهم الخير ونجيبهم إليه { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } لأميتوا وأهلكوا. وقرىء: «لقضى إليهم أجلهم» على البناء للفاعل، وهو الله عزّ وجلّ، وتنصره قراءة عبد الله: «لقضينا إليهم أجلهم» فإن قلت: فكيف اتصل به قوله: { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } وما معناه؟ قلت: قوله: { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ } متضمن معنى نفي التعجيل، كأنه قيل: ولا نعجل لهم الشرّ، ولا نقضي إليهم أجلهم فنذرهم { فِي طُغْيَـٰنِهِمْ } أي فنمهلهم ونفيض عليهم النعمة مع طغيانهم، إلزاماً للحجّة عليهم.