{ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ } من الكراهة بدليل قوله: { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا } ثم إما أن يكون بمعنى الكراهة على وضع المصدر موضع الوصف مبالغة، كقولها:
فَآنَّمَا هِيَ إقْبَالٌ وَإدْبَارُ
كأنه في نفسه لفرط كراهتهم له. وإما أن يكون فعلاً بمعنى مفعول كالخبز بمعنى المخبوز، أي وهو مكروه لكم. وقرأ السلمي - بالفتح - على أن يكون بمعنى المضموم، كالضَّعف والضُّعف، ويجوز أن يكون بمعنى الإكراه على طريق المجاز، كأنهم أكرهوا عليه لشدة كراهتهم له ومشقته عليهم. ومنه قوله تعالى: { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً } [الأحقاف: 15]، وعلى قوله تعالى: { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا } جميع ما كلفوه، فإن النفوس تكرهه وتنفر عنه وتحب خلافه { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } ما يصلحكم وما هو خير لكم { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ذٰلِكَ }.