ليس هذا بإخبار بالتكذيب، لعلمه أن عالم الغيب والشهادة أعلم، ولكنه أراد أني لا أدعوك عليهم لما غاظوني وآذوني، وإنما أدعوك لأجلك ولأجل دينك، ولأنهم كذبوني في وحيك ورسالتك، فاحكم { بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ } والفتاحة: الحكومة. والفتاح: الحاكم، لأنه يفتح المستغلق كما سمى فيصلاً، لأنه يفصل بين الخصومات. الفلك: السفينة، وجمعه فلك: قال الله تعالى:
{ وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ } [النحل: 14]؛ فالواحد بوزن قفل، والجمع بوزن أسد، كسروا فعلاً على فعل، كما كسروا فعلاً على فعل، لأنهما أخوان في قولك: العرب والعرب، والرشد والرشد. فقالوا: أسد وأسد، وفلك وفلك. ونظيره: بعير هجان، وإبل هجان، ودرع دلاص، ودروع دلاص، فالواحد بوزن كناز، والجمع بوزن كرام. والمشحون: المملوء. يقال: شحنها عليهم خيلاً ورجالاً.