{ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَاء } بالبؤس والفقر { وَٱلضَّرَّاء } بالضرّ والمرض لاستبكارهم عن اتباع نبيهم وتعززهم عليه { لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } ليتضرعوا ويتذللوا ويحطوا أردية الكبر والعزة { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ } أي أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والمحنة والرخاء والصحة والسعة كقوله:
{ { وَبَلَوْنَـٰهُمْ بِٱلْحَسَنَـٰتِ وَٱلسَّيّئَاتِ } [الأعراف: 168] { حَتَّىٰ عَفَواْ } كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم، من قولهم: عفا النبات وعفا الشحم والوبر، إذا كثرت. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (397)
"واعفوا عن اللحى" ، وقال الحطيئة:بِمُسْتَأْسِدِ القِرْيَان عَافَ نَبَاتُهُ
وقال:وَلَكِنَّا نَعُضُّ السَّيْفَ مِنْهَا بِأَسْوَقَ عَافِيَاتِ الشّحْمِ كُومِ
{ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا ٱلضَّرَّاء وَٱلسَّرَّاء } يعني وأبطرتهم النعمة وأشروا فقالوا: هذه عادة الدهر، يعاقب في الناس بين الضراء والسراء. وقد مسّ آباؤنا نحو ذلك، وما هو بابتلاء من الله لعباده، فلم يبق بعد ابتلائهم بالسيئات والحسنات إلاّ أن نأخذهم بالعذاب { فَأَخَذْنَـٰهُمْ } أشدّ الأخذ وأفظعه، وهو أخذهم فجأة من غير شعور منهم.