السقاية والعمارة: مصدران من سقى وعمر، كالصيانة والوقاية. ولا بدّ من مضاف محذوف تقديره { أَجَعَلْتُمْ } أهل { سِقَايَةَ ٱلْحَاجّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ } تصدقه قراءة (ابن الزبير وأبي وجزة السعدي )وكان من القراء: «سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام»، والمعنى إنكار أن يشبه المشركون بالمؤمنين، وأعمالهم المحبطة بأعمالهم المثبتة، وأن يسوي بينهم. وجعل تسويتهم ظلماً بعد ظلمهم بالكفر. وروي أن المشركين قالوا لليهود: نحن سقاة الحجيج وعمار المسجد الحرام، أفنحن أفضل أم محمد وأصحابه؟ فقالت لهم اليهود: أنتم أفضل. وقيل: إن علياً رضي الله عنه قال للعباس:
(452) يا عمّ ألا تهاجرون، ألا تلحقون برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ألست في أفضل من الهجرة: أسقي حاجّ بيت الله، وأعمر المسجد الحرام، فلما نزلت قال العباس: ما أراني إلاّ تارك سقايتنا. فقال عليه السلام:
"أقيموا على سقايتكم فإن لكم فيها خيراً" .