التفاسير

< >
عرض

قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
٥١
-التوبة

قرأ ابن مسعود رضي الله عنه: «قل هل يصيبنا». وقرأ طلحة رضي الله عنه: «هل يصيّبنا»، بتشديد الياء. ووجهه أن يكون «يفعيل» لا «يفعل» لأنه من بنات الواو، كقولهم: الصواب، وصاب السهم يصوب، ومصاوب في جمع مصيبة، فحقّ «يفعل» منه «يصوّب» ألا ترى إلى قولهم: صوّب رأيه، إلاّ أن يكون من لغة من يقول: صاب السهم يصيب. ومن قوله: أسهمي الصائبات والصيب، واللام في قوله: { إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } مفيدة معنى الاختصاص كأنه قيل: لن يصيبنا إلاّ ما اختصنا الله[ به] بإثباته وإيجابه من النصرة عليكم أو الشهادة. ألا ترى إلى قوله: { هُوَ مَوْلَـٰنَا } أي الذي يتولانا ونتولاه، ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وحق المؤمنين أن لا يتوكلوا على غير الله، فليفعلوا ما هو حقهم.