التفاسير

< >
عرض

وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
٥٦
لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ
٥٧
-التوبة

{ لَمِنكُمْ } لمن جملة المسلمين { يَفْرَقُونَ } يخافون القتل وما يفعل بالمشركين، فيتظاهرون بالإسلام تقية { مَلْجَئاً } مكاناً يلتجئون إليه متحصنين به من رأس جبل أو قلعة أو جزيرة { أَوْ مَغَـٰرَاتٍ } أو غيراناً. وقرىء بضم الميم، من أغار الرجل وغار إذا دخل الغور. وقيل: هو تعدية غار الشيء وأغرته أنا، يعني: أمكنة يغيرون فيها أشخاصهم. ويجوز أن يكون من: أغار الثعلب، إذا أسرع، بمعنى مهارب ومفارّ { أَوْ مُدَّخَلاً } أو نفقاً يندسون فيه وينجحرون، وهو مفتعل من الدخول. وقرىء مدخلاً من دخل ومدخلاً من أدخل: مكاناً يدخلون فيه أنفسهم. وقرأ أبيّ بن كعب رضي الله عنه: متدخلاً وقرىء: لو ألوا إليه لالتجؤا إليه { يَجْمَحُونَ } يسرعون إسراعاً لا يردّهم شيء؛ من الفرس الجموح، وهو الذي إذا حمل لم يردّه اللجام. وقرأ أنس رضي الله عنه: يجمزون. فسئل فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدّون واحد.