التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ
٩٨
قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
٩٩
-آل عمران

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي تصرفون عن دين الله { مَنْ آمَنَ }. وقرأ الحسن «تُصِدون» بضم التاء وكسر الصاد وهما لغتان: صَدّ وأصَدّ؛ مثل صَل اللحمُ وأصَلَّ إذا أَنْتن، وخَمّ وأخَمّ أيضاً إذا تغيّر. { تَبْغُونَهَا عِوَجاً } تطلبون لها، فحذف اللام؛ مثل { { وَإِذَا كَالُوهُمْ } } [المطففين: 3]. يقال: بغيت له كذا أي طلبته. وأبغيته كذا أي أعنته. والعِوَج: المَيْل والزَّيغ (بكسر العين) في الدَّين والقول والعمل وما خرج عن طريق الاستواء. و (بالفتح) في الحائِط والجدار وكل شخص قائم؛ عن أبي عبيدة وغيره. ومعنى قوله تعالى: { يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ } [طه: 108] أي لا يقدرون أن يَعُوجُوا عن دعائه. وعاج بالمكان وعوّج أقام ووقف. والعائج الواقف؛ قال الشاعر:

هلَ أَنتم عائجون بنا لَعَنّانرى العَرَصاتِ أو أثَر الخيام

والرجل الأعوج: السَيء الخلق، وهو بيِّن العَوَج. والعُوج من الخيل التي في أرجلها تَحْنِيب. والأَعْوجِيّة من الخيل تُنسب إلى فرس كان في الجاهلية سابقا. ويقال: فرس مُحَنّب إذا كان بعيد ما بين الرجلين بغير فَحَج، وهو مَدْحٌ. ويقال: الحَنَب ٱعوجاجٌ في السَّاقَين. قال الخليل التَّحْنيب يوصف في الشدّة، وليس ذلك باعوجاج.

قوله تعالى: { وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ } أي عقلاء. وقيل: شهداء أنّ في التوراة مكتوبا أن دِين الله الذي لا يُقبل غيرهُ الإسلام، إذ فيه نعتُ محمد صلى الله عليه وسلم.