التفاسير

< >
عرض

أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
٥
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦
-الدخان

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى:{ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } قال النقاش: الأمر هو القرآن أنزله الله من عنده. وقال ٱبن عيسى: هو ما قضاه الله في الليلة المباركة من أحوال عباده. وهو مصدر في موضع الحال. وكذلك { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } وهما عند الأخفش حالان؛ تقديرهما: أنزلناه آمرين به وراحمين. المبرد: «أمراً» في موضع المصدر، والتقدير: أنزلناه إنزالاً. الفراء والزجاج: «أمراً» نصب بـ «ـيُفْرَق»، مثل قولك «يفرق فرقاً» فأمر بمعنى فرق فهو مصدر، مثل قولك: يضرب ضرباً. وقيل: «يفرق» يدلّ على يؤمر، فهو مصدر عمل فيه ما قبله. «إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» قال الفراء: «رَحْمَةً» مفعول بـ «ـمرسِلِين». والرحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال الزجاج: «رَحْمَةً» مفعول من أجله؛ أي أرسلناه للرحمة. وقيل: هي بدل من قوله. «أَمْراً» وقيل: هي مصدر. الزمخشريّ: «أَمْراً» نصب على الاختصاص، جعل كلّ أمر جزلاً فَخْماً بأن وصفه بالحكيم، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال: أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا، كائناً من لَدُنَّا، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا. وفي قراءة زيد بن عليّ «أَمْرٌ مِنْ عِنْدِنَا» على هو أمر، وهي تنصر ٱنتصابه على الاْختصاص. وقرأ الحسن «رحمة» على تلك هي رَحْمَةٌ، وهي تنصر ٱنتصابها بأنه مفعول له.