التفاسير

< >
عرض

قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ
٥٠
-الأنعام

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالىٰ: { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } هذا جواب لقولهم: { لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } فالمعنى ليس عندي خزائن قدرته فأنزل ما اقترحتموه من الآيات، ولا أعلم الغيب فأخبركم به. والخزانة ما يُخزَن فيه الشيءُ؛ ومنه الحديث: "فإنما تَخزُن لهم ضروعُ مواشيهم أطعماتهم أيحب أحدكم أن توتى مَشْرَبته فتكسرِ خَزانتُه" . وخزائن الله مقدوراته؛ أي لا أملك أن أفعل كل ما أُريد مما تقترحون { وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } أيضاً { وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } وكان القوم يتوهمون أن الملائكة أفضل، أي لست بملَك فأشاهد من أُمور الله ما لا يشهده البشر. واستدل بهذا القائلون بأن الملائكة أفضل من الأنبياء. وقد مضى في «البقرة» القول فيه فتأمّله هناك.

قوله تعالىٰ: { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } ظاهره أنه لا يقطع أمراً إلاَّ إذا كان فيه وحي. والصحيح أن الأنبياء يجوز منهم الاجتهاد، والقياس على المنصوص، والقياس أحد أدلة الشرع. وسيأتي بيان هذا في «الأعراف» وجواز اجتهاد الأنبياء في «الأنبياء» إن شاء الله تعالىٰ.

قوله تعالىٰ: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } أي الكافر والمؤمن؛ عن مجاهد وغيره. وقيل: الجاهل والعالم. { أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } أنهما لا يستويان.