. قوله تعالى: { وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } أي قالوا لِمن دونهم. { لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } أي هالكون. { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } أي الزلزلة. وقيل: الصيحة. وأصحاب الأَيْكَة أهلِكوا بالظُّلّة، على ما يأتي.
قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } قال الجرجانِيّ: قيل هذا كلام مستأنف؛ أي الذين كذبوا شعيبا صاروا كأنهم لم يزالوا موتى. و «يَغْنَوْا» يقيموا؛ يقال: غَنِيت بالمكان إذا أقمت به. وغنِي القوم في دارهم أي طال مُقامهم فيها. والمَغْنَى: المنزل؛ والجمع المَغَاني. قال لَبِيد:
وغَنِيت سِتاً قبلَ مَجْرَى دَاحِسٍلو كان للنفس اللَّجُوجِ خُلود
وقال حاتم طيّ:غنِينا زمانا بالتَّصَعْلُكِ والغِنَىكما الدّهرُ في أيامه العسرُ واليسرُ
كسبنا صُروفَ الدَّهْر لِيناً وغِلظةوكلاًّ سقاناه بكأْسِهما الدهرُ
فما زادنا بَغْياً على ذِي قرابةغِنَانَا ولا أَزْرَى بأحسابنا الفَقْرُ
{ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ ٱلْخَاسِرِينَ } ابتداء خطاب، وهو مبالغة في الذم والتوبيخ وإعادة لتعظيم الأمر وتفخيمه. ولما قالوا: من ٱتبع شعيباً خاسِر قال الله الخاسرون هم الذين قالوا هذا القول. { فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ } أي أحزن. أسيت على الشيء آسَى أسىً، وأنا آسٍ.