التفاسير

< >
عرض

يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٦
-الأنفال

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالىٰ: { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ } مجادلتهم: قولهم لما ندبهم إلى العِير وفات العِير وأمرهم بالقتال ولم يكن معهم كبير أُهْبَة شقّ ذلك عليهم وقالوا: لو أخبرتنا بالقتال لأخذنا العدّة. ومعنىٰ «فِي الْحَقِّ» أي في القتال. «بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ» لهم أنك لا تأمر بشيء إلا بإذن الله. وقيل: بعد ما تبيّن لهم أن الله وعدهم إما الظَّفَر بالعِير أو بأهل مكة، وإذ فات العير فلا بدّ من أهل مكة والظَّفَر بهم. فعمنى الكلام الإنكارُ لمجادلتهم. { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ } كراهة للقاء القوم. { وَهُمْ يَنظُرُونَ } أي يعلمون أن ذلك واقع بهم؛ قال الله تعالىٰ: { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } [النبأ: 40] أي يعلم.