التفاسير

< >
عرض

أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٦٢
ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
٦٣
لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٦٤
وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦٥
-يونس

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء ٱللَّهِ } الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة. { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من لحوق مكروه. { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } لفوات مأمول. والآية كمجمل فسره قوله:

{ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } وقيل الذين آمنوا وكانوا يتقون بيان لتوليهم إياه.

{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا } وهو ما بشر به المتقين في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وما يريهم من الرؤيا الصالحة وما يسنح لهم من المكاشفات، وبشرى الملائكة عند النزع. { وَفِي ٱلأَخِرَةِ } بتلقي الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالفوز والكرامة بيان لتوليه لهم، ومحل { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } النصب أو الرفع على المدح أو على وصف الأولياء أو على الابتداء وخبره { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ }. { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } أي لا تغيير لأقواله ولا إخلاف لمواعيده. { ذٰلِكَ } إشارة إلى كونهم مبشرين في الدارين. { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } هذه الجملة والتي قبلها اعتراض لتحقيق المبشر به وتعظيم شأنه، وليس من شرطه أن يقع بعده كلام يتصل بما قبله.

{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } إشراكهم وتكذيبهم وتهديدهم. وقرأ نافع { يَحْزُنكَ } من أحزنه وكلاهما بمعنى. { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } استئناف بمعنى التعليل ويدل عليه القراءة بالفتح كأنه قيل لا تحزن بقولهم ولا تبال بهم لأن الغلبة لله جميعاً لا يملك غيره شيئاً منها فهو يقهرهم وينصرك عليهم. { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لأقوالهم. { ٱلْعَلِيمُ } بعزماتهم فيكافئهم عليها.